داخل مخيمات شمال سوريا يعيش الكثيرون تحت ظروفٍ صعبة، بمن فيهم الشابة عائشة العثمان التي أجبرها النزوح على ترك مدرستها لكنّها لم تفقد الأمل في تحقيق أهدافها عبر مسارات.
انضم إلينا لتتعرف على قصة عائشة في تحدي ظروفها وتسجيلها واحدة من أجمل قصص النجاح في مخيمات الشمال السوري، وكيف حققت حلمها في إكمال تعليمها بدعم ومساعدة مبادرة مسارات
مخيمات متهالكة تسرق الحق في التعليم
كان مخيم عائشة عبارة عن خيمة متهالكة تتموضع بمكان مهجور بعد أن اضطرت للنزوح من ريف معرّة النعمان جنوب إدلب الأمر الذي جعلها تشعر بالإحباط بـسبـب فقدانها العديد من مقومات الحياة الضرورية، بما في ذلك الراحة والأمان وحتى التعليم ففي تلك المنطقة النائية، لا مدارس ولا مراكز تعليمية تتمكن من الوصول إليها، فأجبرت على ترك دراستها لسنوات عدة.
روت لنـا عائشـة تلـك الظـروف الصـعبة التـي واجـهتها بـقولـها: “بعـد النـزوح القـسـري الذي تعرضـت لـه أنـا وعائلتـي من بلدتـي، واستقراري في أحد المخيمات حاولت العودة إلى مدارس ومعاهد المنطقة لكنني واجهت صعوبات كبيرة بسبب المسافات البعيدة، والأقساط الباهظة المطلوبة للدراسة، ولكنّني بالرغم من ذلك مازلت أواصل السعي بجد لتحقيق طموحي، وأسعى جاهدة للعثور على الحلول المناسبة لمواجهة هذه التحديات”.
دروس تملأ الخيمة.. وقلب ينبض بأمل
وبعد انتظار طويل، وفي سعي من عائشة لتحقيق أهدافها، وجدت فرصتها المميزة عبر مبادرة مسارات، وبدأت بتلقي تعليمها، وهي بداخل خيمتها، وأصبح بإمكانها متابعة دروسها مع المعلمين بشكل مباشر، وهذا ما أعاد الأمل لها ولعائلتها.
وأكدت العثمان بأن تجربتها في مسارات كانت مميزة بقولها: “وجدت نفسي أتعلم بطريقة تشبه تماماً التعليم الفيزيائي، حيث كان المدرسون يقومون بتفصيل المواد وإعادة شرحها عدة مرات إلى أن يصل الفهم المرجو لي ولأصدقائي الطلاب المتواجدين ضمن الدرس التفاعلي”.
كما أنّها لم تكتفِ وحدها بالفائدة العلمية التي حصَدتها من المبادرة، بل قدمت رسالة ملهَمة لجميع الطلاب بضرورة الاستمرار في التعلُّم بلا كلل أو ملل آملةً أن يتذكروا الأمل الذي زرعته فيهم مسارات والذي هو الهدف الرئيسي لحياة جميع الطلاب المنقيطعن عن التعليم والمقيمين في مخيمات النزوح.
الطريق نحو الأمل مع مسارات
مبادرة مسارات كانت بمثابة طريق لعائشة والعديد من الطلاب المنقطعين عن دراستهم، والقاطنين في مخيمات النزوح، حيث وفرت لهم المبادرة فرصة التعلم الإلكتروني، ولم يقتصر دورها على توفير المواد الدراسية فحسب، بل عملت على وضع جلسات الأنشطة والإرشاد الأكاديمي بين أيديهم، مما أسهم في تحفيزهم، والنهوض بهم نحو مستقبل واعد.