fbpx

مبادرة مسارات

محتوى المقال

نظرية الذكاءات المتعددة: فهم أبعاد الذكاء السبعة لهوارد غاردنر

في عام 1983، قدم عالم النفس الأمريكي هوارد غاردنر نظرية ثورية في مجال الذكاء، موسعًا نطاق فهمنا له بما يتجاوز القدرات اللغوية والمنطقية التي تقيسها اختبارات الذكاء التقليدية (IQ). غاردنر.

 

في مقالنا نسلط الضوء على نظرية الذكاءات المتعددة وأنواعها السبعة بالتفصيل، ونتطرق إلى اختبار الذكاءات المتعددة  وفق هذا العالم وأهدافها وتطبيقاتها.

 

نظرية الذكاءات المتعددة

نظرية الذكاءات المتعددة نظرية طورها عالم النفس هوارد غاردنر، وقدمها لأول مرة في كتابه “Frames of Mind” في عام 1983. تطرح هذه النظرية مفهوماً شاملاً وموسعاً للذكاء يتجاوز الفهم التقليدي بتركيزه -بشكل أساسي- على الذكاء اللغوي والمنطقي-الرياضي.

 

وفق نظرية غاردنر، الذكاء ليس كياناً واحداً يمكن قياسه بسهولة باستخدام اختبارات الذكاء التقليدية، بل هو مجموعة من القدرات، والمهارات، والمواهب المختلفة من شخص لآخر.

 

أنواع الذكاء السبعة

تعكس هذه الذكاءات السبعة –وفق هوارد غاردنر-  الطرق المتنوعة التي يمكن للأفراد من خلالها التعلم، والتفكير، وحل المشكلات.

 

  • الذكاء اللغوي (اللفظي)

يتميز هذا النوع من الذكاء بالقدرة العالية على استخدام اللغة، سواء كان ذلك شفهيًا أو كتابيًا. الأشخاص الذين يتمتعون بذكاء لغوي مرتفع يجيدون التعبير عن أنفسهم، ولديهم مهارة في الإقناع والتأثير على الآخرين. يمكن أن يشمل ذلك المحامين، الخطباء، الشعراء، والكتاب.

 

  • الذكاء المنطقي-الرياضي

يشير إلى القدرة على التفكير المنطقي، استخدام الأرقام بفعالية، والقدرة على حل المشكلات المنطقية والرياضية. الأشخاص ذوو الذكاء المنطقي الرياضي يتمتعون بمهارة في استنتاج النماذج، وتحليل القضايا المعقدة، وهم غالبًا ما يجدون الفرح في الألغاز والألعاب الاستراتيجية.

 

  • الذكاء البصري-المكاني

يتعلق بالقدرة على التفكير والتصور المكاني، تخيل التخطيطات والأشكال في العقل. الأشخاص الذين يتمتعون بهذا النوع من الذكاء يمكن أن يكونوا مهندسين معماريين، فنانين، أو مصممين، حيث يستطيعون التلاعب بالمساحات والصور بسهولة في خيالهم.

 

  • الذكاء الجسمي-الحركي

يشمل القدرة على استخدام الجسم بطرق معقدة ودقيقة، مثل الرياضيين، الراقصين، أو الجراحين. هؤلاء الأشخاص يتمتعون بتنسيق عالٍ بين اليد والعين، وقدرة على استخدام أجسادهم لحل المشكلات أو إنتاج عمل.

 

  • الذكاء الموسيقي النغمي

يعبر عن القدرة على التعرف على الأنماط الموسيقية، النغمات، والإيقاعات. يمتلك الأشخاص ذوو الذكاء الموسيقي حساسية عالية للموسيقى ويمكن أن يكونوا موسيقيين، ملحنين، أو مديري أوركسترا.

 

  • الذكاء الذاتي الشخصي

يعكس القدرة على فهم الذات وإدارة العواطف والتحفيز الذاتي. الأشخاص الذين يمتلكون ذكاء ذاتيًا عاليًا يفهمون نقاط قوتهم وضعفهم، ولديهم رؤية واضحة لأهدافهم الشخصية

 

  • الذكاء الاجتماعي

يتعلق بالقدرة على فهم الآخرين والتفاعل معهم بفعالية. يشمل هذا النوع من الذكاء القدرة على التعاطف والتواصل، ويتمتع الأشخاص ذوو الذكاء الاجتماعي بمهارات عالية في العلاقات البشرية والتواصل الاجتماعي.

 

أنواع الذكاءات المتعددة

 

اختبار الذكاءات المتعددة هوارد جاردنر

 

اختبار الذكاءات المتعددة الذي يعتمد على نظرية هوارد جاردنر للذكاءات المتعددة، هو أداة تقييم تستخدم لتحديد القوى والمهارات الفريدة للفرد في مختلف المجالات التي حددها جاردنر. بدلاً من قياس الذكاء بمعدل ذكاء واحد شامل، تعمل هذه الاختبارات على تقييم مجموعة واسعة من المهارات والميول الفردية، مما يعكس النظرة المتعددة الأبعاد للذكاء التي تروج لها نظرية جاردنر.

 

أهداف اختبار الذكاءات المتعددة

  • تحديد الذكاءات القوية: يساعد على تحديد الذكاءات الفردية القوية للشخص، مثل الذكاء اللغوي، المنطقي-الرياضي، البصري-المكاني، وغيرها.
  • التعليم المخصص: يفيد في تصميم استراتيجيات تعليمية وتعلمية مخصصة تتناسب مع القدرات الفردية للطلاب، مما يعزز فعالية التعلم.
  • تطوير الذات: يساعد الأفراد على فهم ميولهم ومهاراتهم بشكل أفضل، مما يمكنهم من تطوير هذه الذكاءات بشكل أكثر فعالية.
  • التوجيه المهني: يوفر معلومات قيمة قد تساعد في اتخاذ قرارات بشأن المسار المهني والتعليمي.

 

كيفية عمل الاختبار

اختبار الذكاءات المتعددة عادة ما يشمل سلسلة من الأسئلة والمهام التي تقيس القدرات في كل من الذكاءات الثمانية التي حددها جاردنر. يمكن أن تشمل هذه الأسئلة تقييمات ذاتية، أسئلة موضوعية، وأنشطة عملية تعكس مجموعة متنوعة من المهارات والميول.

 

تطبيقات الاختبار

  • في المجال التعليمي: يمكن استخدامه من قبل المعلمين لفهم التنوع في قدرات الطلاب وتصميم أنشطة تعليمية تستفيد من ذكاءاتهم القوية.
  • التطوير الشخصي: يستخدمه الأفراد لاستكشاف مواهبهم الخاصة والعمل على تحسين ذكاءاتهم المتعددة.
  • التوجيه المهني: يساعد في تحديد المهن التي قد تناسب القدرات الفردية للشخص.

 

نظرية الذكاءات المتعددة لهوارد غاردنر تقدم رؤية شاملة للذكاء البشري، تعترف بالتنوع والتعقيد في قدراتنا. تؤكد هذه النظرية على أهمية تقدير كل أنواع الذكاء وتوفير بيئات تعليمية تحتضن هذا التنوع، مما يسمح لكل فرد بتحقيق إمكاناته الكاملة. في عالم يزداد تعقيدًا، تصبح فهم وتقدير نظرية الذكاءات المتعددة أكثر أهمية من أي وقت مضى، ليس فقط في التعليم ولكن في كل جوانب حياتنا الشخصية والمهنية.

 

الكاتب: أ. سليم الحامض مدرس اللغة العربية في مبادرة مسارات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شارك المحتوى عبر:

محتوى المقال