زكاة المال في الفقه الإسلامي وبالتحديد في المذهب المالكي فريضةٌ أساسيةٌ وواجبٌ دينيٌّ على المسلمين، وهي تتضمن شروطاً وأحكاماً دقيقةً تحدد نوعية المال المشمول بها، نسبة الزكاة الواجبة والفئات المجتمعية المستحقة لها.
ومن خلال هذه المقدمة، سنحدد في مقالنا اليوم مفهوم زكاة المال عند المالكية، شروطها، أحكامها، المستحقين لها فضلاً عن دورها في تحقيق التوازن بين الفقراء والأغنياء في المجتمع الإسلامي.
فضل زكاة المال في المذهب المالكي
في الفقه المالكي، تُعرّف الزكاة بأنها تطهير ٌلمال من الأدناس ووسيلةٌ لنمائه وزيادته استنادًا إلى قول الله تعالى: “قد أفلح من زكاها”.
في حين تعني الزكاة شرعًا، إخراج جزءٍ محددٍ من مالٍ بلغ النصاب ومضى عليه حولٌ إلى مستحقيه. وتعدّ الزكاة لدى المالكية ركنًا إسلامياً أساسيًا وفرضًا على كلّ مسلمٍ استوفى شروط وجوبها.
شروط زكاة المال على المذهب المالكي
يُشترط لوجوب زكاة المال في المذهب المالكي:
- بلوغ المال النصاب.
- الملكية التامة للمال.
- الحرية، فلا تجب الزكاة على الرقيق.
- إتمام المال الحول، ودليله حديث رسول الله صلى اللَّه عليه وسلم: ” لا زكاة في المال المستفاد حتى يحول عليه الحول”. مع جواز إخراج الزكاة قبل تمام الحول بشهر تقريباً لا أكثر لاحتياج الفقراء إليها.
- خلو المال من الدَيْن الذي قد يُنقص النصاب ما لم يكن للمُزكي مالٌ آخر لسداده؛ باستثناء الديون المتعلقة بكفارات اليمين، الظهار، الصيام، أو الهدي المطلوب في الحج أو العمرة فهذه لا تمنع وجوب الزكاة.
متى تخرج زكاة المال؟
نصاب زكاة المال عند المالكية
يُحدد نصاب زكاة المال في المذهب المالكي بما يعادل عشرين ديناراً أو 85 غراماً من الذهب النقي، فعندما يبلغ المال المُدّخر هذا القدر تجب عليه الزكاة. وتُحسب القيمة بناءً على سعر غرام الذهب في السوق مما يستلزم الدقة والأمانة في تقدير النصاب.
ودليل ذلك ما روى علي رضي اللَّه عنه عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: “فإذا كانت لك مائتا درهم وحال عليها الحول ففيها خمسة دراهم، وليس عليك شيء -يعني في الذهب- حتى يكون لك عشرون ديناراً، فإذا كان لك عشرون ديناراً فإذا كان لك عشرون ديناراً وحال عليه الحول ففيها نصف دينار”
لمن تعطى زكاة المال عند المالكية
تُصرف الزكاة للأصناف الثمانية الوارد ذكرها في قوله تعالى: “إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها، والمؤلفة قلوبهم، وفي الرقاب، والغارمين وفي سبيل اللَّه، وابن السبيل فريضة من اللَّه واللَّه عليم حكيم”
١- الفقير: من يملك ما لا يكفيه عاماً حتى وإن كان له دار يسكنه.
٢- المسكين: وهو من لا يملك مالاً، أو كسباً وليس لديه من ينفق عليه، ويُشترط في المذهب المالكي لجواز إعطاء الزكاة للفقير والمسكين؛ الإسلام والحرية.
٣- العامل على الزكاة: وهو من استُعمل لجباية أموال الزكاة، فتُعطى الزكاة له حتى لو كان غنياً وذلك لقاء عمله، والشروط الواجب توفرها بمن يعمل على جمع الزكاة هي:
- العدالة في الجباية والتوزيع.
- العلم بحكمها: فلا يضيّع حقاً، أو يمنع مالاً عن مستحق.
٤- المؤلفة قلوبهم: هم كفارٌ يرُجى إسلامهم، أو مسلمون حديثو العهد بالإسلام يُعطوا من مال الزكاة ليتمكّن الإيمان في قلوبهم.
٥- الرقاب: هو العبد المؤمن يُشترى من مال الزكاة ويُعتق.
٦- الغارم: المسلم صاحب دَينٍ مستحقٍ ووجب سداده.
٧- في سبيل الله: هم أهل الجهاد، ومن شروط إعطاء الزكاة للمجاهد الحرية، الإسلام، الذكورة، البلوغ، القدرة وألا يكون هاشمياً.
٨- ابن السبيل: المغترب، يُعطى من الزكاة ما يكفيه ليصل إلى بلده.
كيفية حساب زكاة المال على المذهب المالكي
تُحسب زكاة المال في المذهب المالكي عندما يبلغ مال المسلم المُزكي النصاب المُعادل لوزن 85 غراماً من الذهب أو ما يُساوي عشرين ديناراً مع مضي عامٍ كاملٍ على تملّك هذا النصاب.
ولحساب قيمة النصاب، يُضرب سعر غرام الذهب في السوق بـ85، وعند بلوغ هذا المبلغ تُستحق الزكاة بمعدل 2.5% من المبلغ الكلي.
مسارات للتعليم المستدام والتدريب في سوريا
يعاني آلاف الطلاب في شمال سوريا من انقطاع التعليم بسبب الحرب والفقر والنزوح. كما أدى تدمير البنية التحتية للمدارس إلى تخلف معظم الطلاب عن متابعة تعليمهم، والتوجه للعمل لإعالة أسرهم، مما يشكل تهديدا بخلق جيل كامل بدون تعليم.
تعمل مبادرة مسارات على توفير التعليم المجاني لهؤلاء الطلاب المهمشين وغير الملتحقين بالمدارس باستخدام منصات التعلم عن بعد Microsoft Teams. وتوفر لهم التعليم المدرسي والأنشطة الطلابية والإرشاد الأكاديمي، وتدعمهم حتى يصبحوا قادرين على بناء مستقبلهم دون الاعتماد على الآخرين أو الانخراط في عمالة الأطفال.
إن تبرعكم سوف يُساهم في استمرار التعلم عن بعد لهؤلاء الطلاب، ويوفر فرص التعليم المستمر لأطفالنا في منازلهم وخيامهم، بشكل مجاني وشامل.