مبادرة مسارات

فاتك القطار

فاتك القطار

قد تكون في العشرين من عمرك أو دون ذلك، قد تكون في الثلاثين، الأربعين أو أكثر، ومما لا شك فيه أنك قد حصل وسمعت يوما تلك العبارة الرنانة “فاتك القطار”، ” فاتني القطار”، ” فاته القطار” أو كما نقول في عاميتنا “راحت عليك!”

وأنا لست هنا لأخبرك بأن القطار لم يفت بعد وأن الرحلة لم تبدأ وأنك تستطيع اللحاق به بل واجتياز ركابه… لا أبدا.

 

ولكن… ماذا يعني أن يفوتك القطار؟

لم تكترث للقطار؟ من أخبرك بأنه يجب عليك ركوبه أساسا؟ بل وكيف تحكم أنه قطار واحد فقط ولن يأتي بعده آخر، ولربما أسرع؟

لمَ تضع عمرا محددا لحصولك على شهادة أو استئناف تعليم أو تعلم مهارة جديدة أو مجال آخر بل وحتى في أمور أخرى كالزواج والإنجاب والسفر والاستقرار،

حقا أخبرني، لم تهتم للقطار؟

 

أتعلم ما المهم حقا؟ وبدون تعقيد..  أن تدرك الوجهة، إلى أين تريد أن تذهب، ما الرسالة التي تحملها وما الأثر الذي تريد تركه من خلفك حينها فقط لا يهم إن ركبت قطارا أو طائرة، أو استقللت حافلة أو اخترعت آلة جديدة للسفر أو حتى قررت الذهاب سيرا على أقدامك! المهم فقط هو سعيك وأما التدبير فهو أمر إلهي.

 

في هذه المقالات صديقي وصديقتي سنتحدث أكثر عن الإنتاجية، تنمية المهارات، تطوير الشخصية، التعلم والكتب بكل تأكيد، بشيء من الخطوات العلمية والعملية.

لذا استعد لتحديد أهدافك واختيار أدواتك والبدء بالفعل ولا تنس أن تستمتع بالرحلة!

حتى وأنت لاتزال تؤمن بأن القطار قد فات فما لا يُدرَك كله لا يترك جله!

 

 

مين أين أبدأ؟

في هذا العالم المتسارع بجنون هو الأول من نوعه منذ بدء الخليقة، في وسط هذه التطورات المعرفية والتقنية عندما يضج العالم من جهة بأنظمة الذكاء الاصطناعي المتطورة والتكنولوجيا الحديثة والأبحاث العلمية وغزو الفضاء ويصرخ في بقعة أخرى حسرة على درس واحد في مدرسة لم تدمر بعد!

هنا يتحول التعليم من كونه حق من حقوقك إلى معركة تستيقظ كل صباح لتحارب من أجلها، اقتصاديا، واجتماعيا، وحتى سياسيا!

هذه المقالة موجهة لمن لا يعرف كيف يبدأ برحلته التعلمية سواء كانت ذاتية أو مؤسساتية.

 

من أين أبدأ؟

١. شهادة

لست من أنصار ربط الشهادة بالمعرفة والعالم، اليوم بدأ بالتحرر من هذه القيود فعلا حيث تقوم شركات مثل Google وApple على توظيف الأشخاص بناء على خبراتهم حتى وإن لم يمتلكوا شهادة جامعية! في حال كان من المستحيل سابقا أن تحظى بأي وظيفة تخصصية بدون شهادة بها.

أنا لا أزعم هنا بأنك لم تعد بحاجتها، فأنت وإن كنت تعرف الكثير في مجال ما إلا إنك تحتاج لشهادة وهناك بعض التخصصات لا يسمح لك بمزاولتها بدون شهادة كالطب والمحاماة مثلا.

لذا فإن أول أمر يجب أن تفكر به هو الشهادة! فهي ستساعدك كثيرا بلا أدنى شك!

خطتك هي: إعدادية فإن حصلت عليها فثانوية فإن اجتزتها فجامعية (درجة بكالوريوس).

٢. اللغة الإنجليزية

لست هنا لأقنعك بأهمية اللغة الإنجليزية ولكن لكي أسهل عليك رحلتك التعلمية وجعلها مكتملة الأركان وتحظى بفرص عمل أفضل مستقبلا فأنت بحاجة قطعا إلى تعلمها وسندرج مقال منفصل عن تعلم اللغات عموما ومصادر للإنجليزية تحديدا.

٣. مهارات وقراءات

هل سبق وسمعت بشارلوك هولمز؟ المحقق التحليلي الأعظم وإن كان شخصية خيالية ولكن يقال بأنه لم يكن يعلم أي شيء عن النظام الشمسي ببساطة لأن قضاياه لا تدور في الفلك حول الشمس! ولكن عندما تحدثه عن العلوم والكيمياء وعلم النفس والطب التشريحي والجرائم تجده فذا لا مثيل له.

هذه ليست دعوة للتقوقع ولكن دعوة لتحديد أولوياتك، فحتى في التعلم يمكن أن يضيع وقتك في تعلم أشياء قد لا تخدمك في الوقت الراهن أو” أبدا “ولا بأس بذلك ولكن لا تنغمس!!

اسأل نفسك دوما، ما الشيء الوحيد الذي يجب عليّ تعلمه وفعله الآن في هذه المرحلة؟ والذي سيسهل علي الوصول لهدفي أسرع؟

أقرأ فيما ينصب بهدفك واكتسب مهارات تساعدك في تحقيقه.

٤. وأخيرا… قليل من التكنولوجيا قد يكون لها مفعول السحر!

التقنية اليوم تطورت بشدة أصبحنا نستخدم أدوات كـ Chat GPT، HeyGen، looka، Jasper، وغيرها الكثير وهي مفيدة جدا إن كانت ستخدمك في مشوارك الحالي، ولكن كطالب مهم جدا أن تتعلم كيف تستخدم الآلة حتى وإن كنت تبحث على محرك جوجل، فهناك الكثير من الحيل التي تجعل من بحثك في جوجل مثمرا أكثر!
شاهد فيديوهات أكثر في تقنيات الـ Ai الجديدة فمثلا بدل تعلم Powerpoint جرب Slides Gpt، أو حتى كن فضوليا حيال التطبيقات على الهاتف المحمول، وكيف يمكن أن تستثمرها لمصلحة وقتك!

 

ملخص المقال:

١.أحصل على شهادة بإتقان.

٢.تعلم اللغة الإنجليزية.

٣.إقرأ وتعلم مهارات جديدة تصب في تحقيق هدفك.

٤. لا تهمل التكنولوجيا أبداً.

 

رهف الإبراهيم – متطوعة في فريق الأنشطة الطلابية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من نحن

مسارات مبادرة تطوعية تعليمية غير ربحية تعمل على تيسير وصول المعرفة للمتعلم في أي مكان، ويؤمن القائمون على المبادرة بأهمية إتاحة فرص متكافئة للتعلم
إقرأ المزيد»

ساعدنا بتعليم 500 طالب

كن جسر عبور لطفل كانت أبسط أحلامه أن يعود لتعليمه، وأن يرسم مستقبل مزهر له ولعائلته.

قدم مقترحاتك عبر البريد التالي:

مواقع التواصل الاجتماعي