مبادرة مسارات

مبادر مسارات: رؤيتها، خدماتها، ورسالتها
7 مارس، 2024
محتوى المقال

الحرب في سوريا، التي امتدت لسنوات طويلة، لم تترك أثرها الدامي على البنى التحتية والمعمارية فقط، بل وأيضًا على النسيج الاجتماعي والتعليمي للبلاد، بأكثر من 400 مدرسة مدمرة، وآلاف المعلمين الذين اضطروا إلى ترك مهنة التدريس بحثًا عن سبل العيش، وتهجير عشرات الآلاف من العائلات التي وجدت نفسها بلا مأوى ولا مدارس، ازدادت الفجوة التعليمية بشكل كبير.

 

المخيمات التي هي مأوى للنازحين قلما توفر البيئة التعليمية الكافية، وغالباً ما تبعد المراكز التعليمية مسافات طويلة عنها، كما وجد الآلاف من الأطفال الأيتام أنفسهم مضطرين للعمل بدلاً من الدراسة، ما زاد الطين بلة، و ازدادت نسبة المتسربين بين الأطفال.

 

ومن هنا تبرز أهمية المعرفة كركيزة أساسية لا غنى عنها في بناء الأمم وتنمية المجتمعات “مسارات”، مبادرة تطوعية غير ربحية، تأسست على مبدأ راسخ بأن المعرفة ليست مجرد حق بل هي اللبنة الأولى في تمكين الإنسان وتحقيق إمكانياته الكاملة، حيث تهدف إلى تيسير وصول المعرفة إلى كل متعلم، بغض النظر عن مكان تواجده، مع التركيز بشكل خاص على المناطق الأشد احتياجا والمتضررة من النزاعات والكوارث.

 

 

 

رؤية ورسالة مبادرة مسارات

تنبثق رؤية “مسارات” من إيمان عميق بقوة المعرفة ودورها المحوري في تشكيل مستقبل الأفراد والمجتمعات، وتطمح المبادرة لإرساء مفهوم جديد في نشر المعرفة، مفهوم لا يعترف بالحدود الجغرافية أو القيود الزمانية أو المادية لتقديم تجربة تعليمية فريدة ومبتكرة، ترتقي بمعاييرها إلى الطراز العالمي، متاحة لكل متعلم في أي نقطة على وجه الأرض.

 

وتتبنى “مسارات” رسالة متمثلة في تسهيل الوصول إلى المعرفة من مختلف المصادر الموثوقة بطريقة أكاديمية ومؤسساتية محترفة، وتمتد هذه المهمة لتشمل جميع المراحل التعليمية، بدءا من المستوى الابتدائي وصولاً إلى ما بعد الجامعي، بالإضافة إلى تقديم فرص للتدريب المهني وتطوير المهارات عن بعد لجميع فئات المجتمع.

 

ومن خلال التزامها بتأمين الأدوات الأساسية اللازمة للتعلم في أي زمان ومكان، تعمل “مسارات” على رفع مستوى المتعلمين في مختلف المجالات، مجهزة إياهم بالمعرفة والخبرة والمهنية اللازمة لتحقيق أعلى درجات التمكين في المجتمع.

 

خدمات وبرامج مبادرةمسارات

تنطلق “مسارات” في مهمتها التعليمية من خلال نظام المعرفة المتكامل، الذي يهدف إلى تمكين الأفراد بالمهارات والمعرفة الضرورية لحياة كريمة، يتجلى هذا النظام من خلال أربعة برامج رئيسية، أو “مسارات”، كلٌ يلبي جانباً مختلفاً من احتياجات التعليم والتنمية:

 

مسار التعليم المدرسي: يركز هذا المسار على ضمان استمرارية التعليم للطلاب الذين انقطعوا عن المنظومة التعليمية بسبب النزاعات أو النزوح، سواء داخل سوريا أو في دول اللجوء. من خلال استخدام تطبيقات التعلم عن بعد، يتم تقديم الدروس بطريقة تفاعلية تتوافق مع المناهج الدراسية المعتمدة، مستهدفًا طلاب الشهادات المدرسية بفروعها المختلفة.

 

مسار الأنشطة الطلابية: يهدف هذا المسار إلى تنمية الجوانب الشخصية المتعددة للطلاب، من النواحي الجسمية، العقلية، الثقافية، الاجتماعية، النفسية، والفنية ويتم ذلك من خلال جلسات ودورات تفاعلية يقدمها مختصون، مصممة لتلبية احتياجات الطلاب في بيئة آمنة ومحفزة.

 

مسار الإرشاد الأكاديمي: يوفر هذا المسار دعما شاملا وتفاعليا للطلاب في جميع المراحل الدراسية، مساعدا إياهم في تحقيق أهدافهم الأكاديمية والمهنية، من خلال خطط شخصية تتضمن اختبارات وتجارب ميدانية، يتم توجيه الطلاب نحو الفرص الأكاديمية والمهنية الأنسب لهم.

 

مسار التدريب المهني: يسعى هذا المسار إلى تأهيل الأفراد للعمل في مهن مختلفة قابلة للتنفيذ عن بعد، من خلال ورش عمل مكثفة يشرف عليها مختصون، يتم تحضير المستفيدين لسوق العمل، مع ضمان استقلالهم المادي والعيش الكريم.

 

طرق التدريس والتوصيل المعرفي: تتبنى “مسارات” نهجًا تفاعليًا في التعليم من خلال استخدام منصات مثل مايكروسوفت تيمز، مما يسمح بالتواصل المباشر بين الطلاب والمعلمين. بالإضافة إلى ذلك، تعمل “مسارات” عبر قناتها على يوتيوب لتوفير محتوى تعليمي عالي الجودة، مصمم لجعل التعلم أسهل وأكثر مرونة للمستفيدين حول العالم.

 

الفئات المستهدف لمبادرة مسارات

مسارات”، في سعيها لتحقيق الشمولية والوصول العادل للتعليم، تفتح أبوابها لكافة الطلاب السوريين، دون النظر إلى العمر أو الموقع الجغرافي. بشكل خاص، تهتم المبادرة بدعم الفئات التي تأثرت بشكل مباشر وبالغ من النزاعات والظروف الصعبة، مثل الأيتام، ذوي الهمم، الأفراد المقيمين في مخيمات النازحين، والذين انقطعوا عن التعليم لفترات طويلة. هذه الاهتمامات تعكس التزام “مسارات” بتوفير فرص متكافئة للتعلم والنمو لكل فرد في المجتمع، خاصةً الأكثر حاجة وضعفًا.

 

ومن خلال الاستفادة من التكنولوجيا والأدوات الرقمية، تقوم “مسارات” بإزالة العوائق الجغرافية والمادية التي قد تحول دون الوصول إلى التعليم، بتوفير برامج التعليم عن بعد، تضمن المبادرة إمكانية وصول أي طالب حول العالم إلى الموارد التعليمية التي يحتاجها، الشرط الوحيد هو الوصول إلى الإنترنت وامتلاك جهاز هاتف أو أي وسيلة تقنية تمكن من التواصل والتعلم، هذه الطريقة في التعليم تفتح آفاقا جديدة للطلاب في أصعب الظروف وتقدم لهم الفرصة للمواصلة في رحلتهم التعليمية بسهولة ويسر.

 

منذ انطلاقتها في نهاية عام 2019، حققت “مسارات” إنجازات ملموسة تجسدت في وصولها لعدد كبير من الطلاب السوريين، مقدمةً لهم الدعم التعليمي اللازم ومساهمةً بشكل فعال في تغيير حياتهم نحو الأفضل، حتى الآن، تمكنت المبادرة من خدمة 31,223 طالبا، بما في ذلك 14,675 طالبا كانوا منقطعين عن التعليم، و6,836 مستفيدًا يقيمون في مخيمات النازحين، و2,042 يتيما، و295 من ذوي الهمم، و650 امرأة فاقدة للمعيل من الأرامل.

 

تتجاوز أثر “مسارات” الأرقام لتصل إلى إحداث تغيير جذري في نظرة المجتمع نحو التعليم وإمكانية تجاوز العقبات. القصص الإنسانية وراء هذه الأرقام تعكس حالات من الأمل والإصرار والنجاح في ظروف صعبة للغاية، مما يؤكد على الدور الحاسم الذي يمكن أن تلعبه المبادرات التعليمية في حياة الأفراد والمجتمعات.

 

وفي إطار تقديرها للجهود المبذولة والنتائج المتحققة، حازت “مسارات” على جائزة “أفضل مبادرة تطوعية” في فئة التعليم والقضاء على الجهل في الوطن العربي لعام 2022، وذلك ضمن فعاليات مؤسسة الأمير محمد بن فهد لأفضل الأعمال التطوعية.

 

شركاء وتمويل مبادرة مسارات

تستند “مسارات” في جهودها التعليمية والتطوعية إلى نهج تعاوني متعدد الأطراف، معتمدةً بشكل كبير على التمويل الجماعي وحشد المساهمين، هذا النهج يعكس الروح المجتمعية والتعاونية التي تقوم عليها المبادرة، ويسهم في توسيع نطاق الدعم والتأثير.

 

شركاء مسارات هم globalgiving، Microsoft Teams ، منظمة جوهر،منظمة وحدة المجالس المحلية

 

تكمن قوة “مسارات” في بناء شبكة من العلاقات والشراكات القوية والمتنوعة، والتي تمكّن من تبادل الخبرات والمعارف بين مختلف المجتمعات والثقافات، هذا التبادل يعزز الفهم المتبادل ويساهم في تحقيق تقدم إنساني واجتماعي مستدام، مما يؤكد على أهمية العمل المشترك والتعاوني في مجال التعليم والتطوير.

 

ولتعزيز مهمة “مسارات” وتوسيع نطاق تأثيرها، يمكن للأفراد والمؤسسات المساهمة بطرق متعددة، من الدعم المالي إلى الخبرات العملية، التمويل الجماعي وحشد المساهمين يشكل أساس التمويل لـ “مسارات”، حيث يمكن للأفراد المساهمة مالياً من خلال التبرعات التي تساعد في استمرارية وتوسع البرامج التعليمية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمتخصصين والمحترفين تقديم وقتهم ومهاراتهم كمتطوعين لدعم العمليات التعليمية والإدارية للمبادرة.

Educate 250 students in Syrian Camps campaign

 

تبرع للأطفال السوريين عبر مبادرة مسارات

“مسارات”، بصفتها مبادرة تعليمية تطوعية، قد ثبتت كنموذج ملهم لكيفية تحويل التحديات إلى فرص من خلال العزيمة والابتكار، ومنذ انطلاقها في نهاية عام 2019، وحتى الآن، قدمت “مسارات” فرصا تعليمية ذات جودة عالية لأكثر من 31 ألف طالب سوري، مؤكدة على قوة التعليم في تمكين الأفراد وبناء مجتمعات مستدامة.

ندعو للانضمام إلى هذه الرحلة بدعم “مسارات”، سواء من خلال التبرعات، تقديم الخبرات، أو الشراكة الاستراتيجية، كل مساهمة، مهما كان حجمها، تُحدث فرقا كبيرا في حياة الطلاب وتساعد في بناء مستقبل أفضل لهم ولمجتمعاتهم.

حمل الملف التعريفي لمسارات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شارك المحتوى عبر:

محتوى المقال