يعيد مبدأ الزكاة تعريف العطاء كممارسةٍ إسلاميةٍ غنيةٍ بالقيم تجسّد التوازن بين الروحانية والمادية، فالزكاة ليست مجرّد فريضةٍ دينيةٍ بل هي آليةٌ للتكافل الاجتماعي تسهم في تحقيق التوازن بين أفراد المجتمع.
واليوم سنأخذك معنا في هذا المقال لنتعرّف أكثر على أحكام وشروط زكاة المال المُدخر استناداً إلى تعاليم الإسلام التي تهدف إلى تعزيز العدالة الاجتماعية وتقوية الروابط الإنسانية.
حكم زكاة المال المدخر
تشير الأدلة الشرعية إلى ضرورة إخراج الزكاة من المال المُعدّ للنماء، لذا تعتبر زكاة المال المُدّخر وبإجماع علماء الفقه في المذاهب الأربعة واجبةً في حال بلوغه النصاب بغض النظر عن غاية الادخار سواء كان لشراء عقارٍ أو ذهبٍ.
شروط زكاة المال المدخر
حتى يستوجب المال المُدّخر الزكاة فهناك شروطٌ يجب أن يحققها وهي:
- بلوغ المال النصاب، ونصابه ما يُقدّر ب٨٥ غرام ذهب.
- مرور سنة هجرية كاملة على امتلاكه.
- عودة ملكية المال ملكيةً تامةً لمسلمٍ حرٍّ.
كم نصاب زكاة المال المدخر؟
يتحدد نصاب زكاة المال المُدّخر بما يعادل قيمة 85 غراماً من الذهب أو 595 غراماً من الفضة، فعند وصول المال لهذه القيمة يُصبح من واجب المسلم إخراج الزكاة منه بمقدار ربع العشر.
فضل زكاة المال المدخر وآثاره
لزكاة المال فضلٌ وأثرٌ عظيمٌ على جميع الأصعدة الدينية والدنيوية، إلى جانب فضلها على المسلم المُزّكي، فالزكاة:
- أداة فريضةٍ شرّعها الله سبحانه لتقوية الإيمان في القلب.
- تعمل على تطهير المال وزيادة بركته ونمائه.
- تعدّ وسيلةً لتزكية النفس من الشّحّ والبخل واكتناز المال.
فضل الزكاة على المجتمع
يتعدى فضل الزكاة الشخص المُزّكي ليشمل المجتمع الذي ينتمي إليه فنرى آثارها فيما يلي:
- تعزيز الترابط والتكافل بين أفراد الأمة، وذلك بتقديم العون للفقراء والمحتاجين.
- المساهمة في تحقيق الأمان الاجتماعي من خلال ضمان الحقوق الأساسية للفقراء والمعوزين.
- تطهير نفوس الفقراء من الحسد والضغينة تجاه الأغنياء بفضل تلقيهم الدعم والمساعدة.
كيفية حساب زكاة المال المدخر
لتحديد قيمة زكاة المال المُدّخر بدقة يُنصح بجمع المبلغ الكليّ واستخراج ربع العشر منه عبر قسمته على 40، أو بتطبيق النسبة الثابتة البسيطة وهي 2.5%، مما يعني إخراج 25 من كلّ 1000.
أوجه زكاة المال المدخر وكيف تخرجها؟
قال تعالى: “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”.
وبناءً على ما جاء في الآية فقد حُددت مصارف الزكاة بعنايةٍ فائقةٍ لتشمل:
- الفقراء والمساكين كأولوية.
- العاملون على جمعها والمؤلّفة قلوبهم بهدف تعزيز تألفهم لذكر الله.
- في الرقاب لتحرير العبيد.
- الغارمين العاجزين عن سداد ديونهم.
- فاعلو الخير في سبيل الله.
- ابن السبيل المسافر الذي عُزل عن وطنه دون مال، فيُمنح ما يكفيه لتلبية احتياجات سفره.
لقد وضع الله عز وجل ضوابط وشرائع صارمةً لمصارف الزكاة مؤكداً على أن أموالها مخصصّةٌ لجهاتٍ محددةٍ لا يُسمح بتجاوزها، بينما الصدقات تُركت أوسع نطاقاً لتشمل كلّ ما يعود بالنفع على المسلم، مستلهمين ذلك من حديث النبي أن الصدقة لا تقلل الثروة بل تزيدها بركة.
مسارات للتعليم والتمكين في سوريا
في مخيمات اللجوء وبين أوجاع الحياة، يعيش الأطفال الأيتام حلم الدراسة لم تكن أمانيهم بتلك الصعوبة تعمل مسارات على مواجهة صعوبات وتحديات التعليم في الشمال السوري، وأتاحت التعليم المجاني وسهلت سبل وصول المستفيدين للمعرفة عبر توفير بيئة تفاعلية إلكترونية، والدروس غير التفاعلية من خلال منصة إدارة التعلم، بالإضافة إلى وقف معرفي خاصة بمبادرة مسارات على قناة اليوتيوب.
تؤمن مسارات بقوة التعليم ودوره في بناء مجتمعات أكثر استقراراً، والهدف الأول في مسارات هو توسيع رقعة المستفيدين ليكون التعليم من ضمن أساسيات حياتهم.
وتستطيع أنت كذلك دعم ومساعدة الأطفال بإيصال تبرعاتك لهم عن طريق مبادرة مسارات التي توثق كل مبلغ ترسله إليها.
تبرعك بزكات مالك يصل للأطفال الأيتام يصل لمن هم بحاجة لهذا المال تصل وتكون بلغت بذلك مبلغ خير وصدق عند لله، بقوله تعالى: “مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّـهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ”.
لترى أن تبرعك للأطفال والشباب هو غاية الخير الذي يمكنك تقديمه لهم.
هؤلاء الأيتام بحاجة لفرص التعليم وبحاجة لتمكينه بعد غياب المعيل ليكون فرد إيجابي وفعّال بالمجتمع.