سعاد عز الدين، امرأة سورية في الخمسين من عمرها لم تفقد روح التحدي والإصرار على النجاح، حيث انقطعت عن تعليمها منذ 38سنة؛ بسبب وفاة والدها، وزواجها المبكّر، لكنّها عادت لتكمل مسيرتها الدراسية عندما أتاحت الفرصة لها، ولم تجعل العمر عائقاً أمام طموحاتها.
نتناول في هذه السطور قصة تحقيق الحلم بعد الصعاب لسعاد عز الدين، مسلطين الضوء على حياتها، والتحديات التي وقفت في وجه تعلمها؛ لتقرر بعد مضي وقت طويل أن ترسم بالإصرار والعزيمة واحدة قصة نجاح يُحتذى بها.
روتين وعقبات الحياة أمام حلم سعاد
تنحدر سعاد من قرية سيجر الواقعة شمال غرب سوريا. وكان لديها أملٌ كبير بإكمال دراستها لتحقيق حلمها، لكنّ مصيرها تغيّر بشكل كامل في سنّ الـ 12، فقد توفي والدها، وتزوجت في سنّ مبكرة، لتتحمل مسؤوليات العائلة فيما بعد. وأصبحت سعاد تعاني من ظروف قاسية بعد مرض زوجها، مما جعل رغبتها في الحصول على التعليم بعيدة بسبب توفير تكاليف التعليم الباهظة لإعالة أسرتها، وتأمين حياة كريمة لأطفالها.
سعاد تجد الأمل في مبادرة مسارات
كانت مبادرة مسارات بمثابة أمل جديد لسعاد وواحدة من قصص التحدي والإصرار التي تضاف إلى قصص طلابنا في مسارات. تمكنّت سعاد من خلالها إكمال رحلتها التعليمية بشكل مجاني من داخل منزلها، حيث قالت: “إنّها على الرغم من تقدمها بالعمر، واهتمامها بأطفالها، وأحفادها، وزوجها المريض، إلا أنها لم تتوقع متابعة دراستها من جديد، بسبب مسؤوليات العائلة، ولكن عندما علمت أنّ بإمكانها تلقي التعليم وهي داخل منزلها عبر مبادرة مسارات، سارعت بالانضمام إليها لتكمل رحلتها التعليمة من جديد وتحقق ما حلمت به منذ الصغر”
الإصرار والعزيمة سر النجاح
يظهر في الفيديو المصوّر، لقطات تُظهر روتين سعاد في منزلها، وأيضاً أثناء حضورها للدروس، حيث أكدّت أن هدفها من العودة إلى التعليم هو حبها للعلم واكتساب المعرفة، ووصفت خلال حديثها بأنّ التعليم لا يتوقف عند عمر محدد، فهو يطلب من المهد إلى اللحد.
كما شاركتنا السر وراء الإصرار على النجاح لديها، وكيف وازنت بين مسؤوليات العائلة ورحلتها التعليمية مع مبادرة مسارات، فقد قالت: “إنها تستيقظ باكراً لتؤمن احتياجات منزلها، وزوجها المريض. ثم بعد ذلك تبدأ بمراجعة دروسها عبر قناة اليوتيوب الخاصّة بمبادرة مسارات، وكتابة الواجبات التي أعطت لها من قبل المعلمين باليوم السابق إلى أن يحين موعد الدروس المباشرة عبر تطبيق Microsoft Teams“.
أحلام المهات تغدو واقعاً جميلاً مع مسارات
سعاد كانت قصة عن العزيمة والإصرار بتحقيق لمها بمتابعة دراستها للوصول إلى المرحلة الجامعية، وبفضل مبادرة مسارات تحقق حلمها بنجاح، وحلم العديد من الأمهات اللواتي فاتتهنّ فرصة التعليم في الصغر، وأصبحن نموذجاً للأجيال يقتدى به؛ حيث وفرت لهنّ فرصة التعليم الإلكتروني داخل منازلهنّ، وزودتهنّ بالإرشاد الأكاديمي، والأنشطة الطلابية لتساعدهنّ على اختيار تخصّصاتهنّ الجامعية.