أولى علماء العصر الحديث الكثير من الأهمية لموضوع التربية الأسرية وتربية الطفل، وتعمّق البحث والتحري في أيسر السبل في تعليم الجيل واستخدام الوسائل الأمثل للتأثير على حياة المتعلمين.
اكتشف في هذه المقالة كيف يمكن للتربية الأسرية والقدوة الحسنة أن تشكل جيلاً متميزاً، معتمدين على الأساليب التربوية التي استخدمها النبي صلى الله عليه وسلم، ونبحث في تأثير القدوات الحسنة والسيئة على الفرد والمجتمع.
أهمية التربية الأسرية ودور القدوة في التعليم
ولنا في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أعظم الأمثلة والطرق التربوية الناجعة.
قال تعالى: ((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ))، ((أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ)).
فمن أهم الطرق التربوية التي استخدمها رسول الله صلى الله عليه التعلم بالقدوة.
لذا القدوة مهمة جداً في التربية وتفعل ما لا تفعله المواعظ والإرشادات.
تعريف القدوة
اتخاذ شخص يحتذى به في الأقوال والأعمال والتصرفات.
وصف الله تعالى سيدنا ابراهيم عليه السلام أنه نموذج للهداية والطاعة والشكر وأمرنا باتباعه بقوله: (ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)
أهمية القدوة
تتجلى أهمية القدوة بالأثر الذي تصنعه والتأثير البالغ في إصلاح الفرد والمجتمع أو إفساده.
- لها دور كبير في سهول إيصال المعلومة.
- تضفي جوّاً تنافسياً.
- تعود الشخص على الانتظام وفق قواعد محددة.
أنواع القدوات وأثرها على الفرد والمجتمع
القدوة الحسنة
من أيسر الطرق التربوية في التعليم والتي لها دور بارز في نقل الموعظة إلى الأفراد والجماعات؛ فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان قدوة حسنة للصحابة في كل صغيرة وكبيرة.
وما حدث في صلح الحديبية خير مثال عندما أشارت عليه أم سلمة أن يبدأ بالحلق وذبح الهدي، فلما فعل اقتدى به الصحابة الكرام، وكذلك عندما كان يعلم الحسن والحسين رضي الله عنهما الوضوء.
وهناك صفات يجب أن تجتمع فيمن يكون قدوة حسنة للناس وأهمها:
- الإيمان
- العبادة
- الأخلاق الحسنة.
- احترام القانون
الآثار الإيجابية للقدوة الحسنة
للقدوة آثار عظيمة تعود على الفرد والمجتمع منها:
- إنشاء جيل متعلم متمكن مقتدي بهدي النبي صلى الله عليه وسلم.
- القضاء على الفساد المنتشر في المجتمع.
- لها دور بارز في التشجيع والتحفيز.
- تدفع الإنسان إلى الارتقاء وشحذ الهمم.
القدوة السيئة
بعكس القدوة الحسنة حيث تؤدي إلى انتكاسة المجتمع وتدني المستوى الاجتماعي وانتشار الفساد وفقدان الثقة، مثل الاقتداء بأهل الباطل والضلال الذي يقود إلى السلوكيات منحرفة وإلى فساد المجتمع وانحلاله.
قال تعالى: “بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22) وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23)” سورة الزخرف
مما تقدم نرى أن كثيراً من الآباء والأمهات كانوا سبباً بالارتقاء في تعليم وتربية أولادهم أو الوقوع في مهاوي الضياع والضلال.
لذا يجب أن يتولّي الأهل المزيد من الاهتمام بالجانب التربوية لما له أهمية كبيرة بالتأثير المباشر على أبنائنا وبناتنا، خاصةً في هذا العصر الذي يتسم بالسرعة فقد يتأثر الطفل من أقرانه ومعلميه بكل فعل، فإذا كانوا على خير فقد نُقِل له.
وهنا يجب الإشارة إلى أن بناء مجتمع قوي ومميز يبدأ من بناء أسرة تتسم بالأخلاق والمبادئ الكريمة، لتؤثر بمن حولها بطريقة إيجابية.
الكاتب: أ. محمد نور البكور مدرس مادة التربية الإسلامية في مبادرة مسارات