تكمن أهمية المال بكونه أمانة من الله تعالى استخلف الإنسان عليها فقال تعالى: (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) وهو نعمة عظيمة أنعم الله بها على العباد فقال الله تعالى (المال والبنون زينة الحياة الدنيا).
نتطرق اليوم في مقالنا هذا إلى نظرة الإسلام للمال، وحقيقة ملك هذا المال في الإسلام، وأهم مميزات النظام الاقتصادي في الإسلام.
نظر الإسلام للمال من خلال مبادئ عامة
1- الملك الحقيقي لله تعالى: فكل خيرات الأرض وما فيها من كنوز وأموال من خلق الله تعالى، والإنسان مهما جمع منها وحصل من ثروات لا يملكها حقيقة وإنما يأخذ ثواب ما قدم من خير أو وزر ما عمل من سوء قال تعالى: (ولله ملك السموات والأرض وما بينهما) المائدة 17.
2-الإنسان مستخلف على هذا الملك: فالله سبحانه وتعالى استخلف الإنسان في هذه الأموال عمن كان قبله وجعله أمانة بين يديه، اختباراً له، وامتحاناً لصدق إيمانه، قال تعالى “آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه” الحديد -٧، وقال صلى الله عليه وسلم: “إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون”.
3- المال ليس غاية بذاته: بل هو وسيلة لتحقيق الغاية الأسمى، وهي سعادة الإنسان وطمأنينته، وعزة المجتمع وقوته، فالاقتصاد في الإسلام من جوهر هذا الدين وأسسه، وهو منبثق عن عقيدته وتشريعاته وأخلاقه، فلا عجب بعد ذلك إن رأينا مئات من آيات القرآن تتكلم عن المال، والثروة، وتفصل أحكام الزكاة، والنفقات والبيع والرهن والإجارة والوصية.
4- يقوم الاقتصاد في الإسلام على مبدأ الحلال والحرام، لأنه كما تقدم – منبثق عن عقيدة الإسلام وتشريعه، فكل جزئياته تحكمها التشريعات الإسلامية، وتضبطها أخلاقياته ومبادئه السامية، لا مجرد الربح والمصلحة والأنانية.
يتميز النظام الاقتصادي في الإسلام عن الأنظمة الاقتصادية الرأسمالية العالمية بعدة مميزات تجعله هدفاً سامياً لكل الحضارات وسبيلاً مهماً لرفعة الأمة وتطورها.
أهم مميزات النظام الاقتصادي في الإسلام
- النشاط الاقتصادي في الإسلام له طابع تعبدي وهدف سامي
- الرقابة على ممارسة النشاط الاقتصادي في الإسلام ذاتية.
- التوازن في رعاية المصلحة الاقتصادية للفرد والمجتمع
- التوازن بين الجانبين المادي والروحي.
- الاقتصاد الإسلامي أخلاقي.
بعد أن تعرفنا على مميزات النظام الاقتصادي في الإسلام لابد من أن نتحدث عن الملكية الفردية في الإسلام.
الملكية الفردية في الإسلام
حب التملك أمر فطري ومن الأمور التي فطر الله الإنسان عليها ولكن لابد من ضوابط تضبط هذا التملك بأن يكون بالوسائل والمسالك المشروعة بعيداً عن الوسائل والمسالك غير المشروعة.
فأباح الإسلام للإنسان التملك وميز ملكيته بخصائص عدة.
خصائص الملكية الفردية
1-ليست محددة بكم معين ما دام التملك بالوسائل المشروعة ويؤدي حقوق هذا التملك؛ مثل الزكاة.
2-تمكن صاحبها من التصرف فيها بما يشاء ما لم يكن تصرفه محرماً شرعاً.
3-حق دائم لصاحبها لا تزول عنه إلا برضاه ما لم يكن هناك مصالح معتبرة شرعاً
مما تقدم تعرفنا على أهمية المال وحقيقته في الإسلام وأن المال هو وسيلة السعادة والاطمئنان وبنفس الوقت هو مسؤولية مضاعفة سيسأل الإنسان عنها مرتين من أين أتى به وأين أنفقه.
الكاتب: أ. محمد نور البكور مدرس التربية الإسلامية في مبادرة مسارات