الزكاة هي ركن من أركان الإسلام الخمسة، فهي عبادة تؤدى مرضاةً لله عز وجل وتقرباً منه بإنفاق المال فيما فرضه على عباده، قال تعالى: “وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ”
وفي هذا المقال، نناقش جانب مهم من جوانب الزكاة وهو تقسيط مال الزكاة في الإسلام. والأحكام المتعلقة بطرق إخراجها.
حكم إخراج الزكاة
الزكاة واجب شرعي فرضه الله على المسلمين الذين تتوافر لديهم الشروط المحددة، كبلوغ المال النصاب وحلول الحول عليه، ويجب إخراجها فور استحقاقها وعدم تأخيرها أو تقسيط زكاة المال على دفعات إلا لعذر شرعي مقبول، مثل عدم توافر السيولة المالية أو الحاجة إلى البحث عن المستحقين الحقيقيين.
حكم تقسيم زكاة المال على دفعات متفرقة
لا يجوز تقسيم الزكاة على عدة أشهر؛ إلا لسبب أو علة، والزكاة إذا وجبت على المال البالغ النصاب، وجب إخراجها جميعاً إلى مستحقيها من الفقراء والمساكين، ولا يجوز تأخيرها؛ ليأخذ الفقير حقه من المال كاملاً.
حيث تعد الزكاة ديناً في ذمة المزكى لله تعالى ويجب عليه دفعه متى وجب؛ ويُدفع كاملاً دون تأخير أو مماطلة أو تجزئة الزكاة فيما أمر الله تعالى به.
قال الشيرازي في المهذب: “من وجبت عليه الزكاة لم يجز له تأخيرها، لأنه حق يجب صرفه إلى الآدمي، توجهت المطالبة بالدفع إليه فلم يجز له التأخير”.
حالات جواز تقسيط مال الزكاة
يجوز تقسيم الزكاة في الحالتين الآتيتين:
- يُعجل في إخراجها إذا كان تقسيم زكاة المال شهرياً على عدة فقراء ومحتاجين بنية الزكاة، ثم يجمع بنهاية العام من دفع من أموال زكوية فإذا بلغت مقدار ما دفعه طوال العام فذلك جائز بنية الزكاة.
- إذا كان إخراج زكاة المال أقساط لغاية أو عذر؛ مثل انتظار فقير مقرب ليرسل إليه المال، أو المال الذي يجب إخراجه كزكاة غير متواجد، أو أن لا يملك في البلد الذي يعيش فيه مصرف من مصارف زكاة المال.
كيفية إخراج زكاة المال وأوجه تصريفها على دفعات
يجوز للمزكي إخراج زكاة المال على دفعات، بحالة واحدة وهي إخراجها قبل وجوبها؛ وهنا تدخل في باب تعجيل إخراج الزكاة وهو جائز في الإسلام.
لذا يمكنه إخراج زكاة المال بالتقسيط أي دفعة كل شهر كأن يكون راتباً شهرياً لأسرة فقيرة، وعند وجوب الزكاة يحسب ما دفعه من مال طوال العام فإذا بلغ مقدار زكاة المال أي المبلغ الذي يجب عليه إخراجه من مال الزكاة؛ فذلك حسن وإذا لم يبلغ وجب عليه إخراج الباقي عند تمام الحول.
ويمكن إخراج زكاة المال في الأوجه التي شرعها الله تعالى، وهي للفقراء والمساكين والعاملين عليها، والمؤلفة قلوبهم، وفي الرقاب، والغارمين، وفي سبيل الله وابن السبيل.
وهذه هي أوجه تصريف أو تقسيم الزكاة، فإذا كان المسلم المال الذي يخرجه زكاة لا يتوفر إلا بشكل دفعات؛ جاز أن يخرج كذلك، ولكن إذا أتيح له المال كاملاً؛ وجب عليه إخراج الزكاة كاملة بدون تجزئة الزكاة.
مبادرة مسارات للتعليم والتمكين في سوريا
بفعل الحرب في سوريا، حرم مجتمع كامل من النساء من التعليم لسنوات بسبب الزواج المبكر، والهجرة القسرية، والفقر المدقع، والنزوح. لقد اضطروا إلى إعطاء الأولوية لرعاية أسرهم وسط ظروف الحياة القاسية. ومع ذلك، لا يزال المئات منهم يحلمون بالعودة إلى المدرسة.
تقدم مبادرة مسارات التعليم المجاني عن بعد لهذه الشريحة من المجتمع، عن طريق التعليم المدرسي، والأنشطة الطلابية، وتنمية المهارات العملية، عبر منصتنا الإلكترونية سهلة الاستخدام، مما يضمن الراحة والمرونة.
بتبرعكم بزكاة المال سنمهد الطريق لنهوض المرأة وتمكينها في المجتمع، وتجهيزها تعليميا لتكون قادرة على تعليم أطفالها وتربيتهم، ومع نهوض المرأة، يتشكل مجتمع مستنير وواعي، يرعى مستقبلاً مبنياً على الوعي والمعرفة.
مساهمتك ليست مجرد استثمار في مستقبل هؤلاء النساء؛ إنه استثمار في مستقبل أكثر إشراقًا وإنصافًا للجميع.