للزكاة أحكام شرعية فرضها الله عز وجل على عباده تقرباً منه، وتزكية وتطهير للنفس. ولهذه الزكاة أوامر ونواهي يجب على المسلم معرفتها و التنبه لها.
في هذا السطور نناقش تساؤلاً هاماً يتكرر على الألسنة يتعلق بحكم إخراج زكاة المال للمسجد جوازه أو وجوبه. فما هي زكاة المال للمسجد، حكم إخراجها للمسجد، وحالات إخراجها بين الوجوب والجواز عنوان مقالنا اليوم.
زكاة المال للمسجد
يُعتبر دعم المساجد مالياً عن طريق التبرعات المالية لتغطية تكاليف الصيانة، توفير المواد التعليمية، وتمويل الأنشطة الدينية والتعليمية أمراً مُستحبّاًن ولكن استخدام مسمى “زكاة المال للمساجد” للتعبير عن هذه التبرعات هو مسألة تثير بعض الخلافات الفقهية.
على اعتبار أن الزكاة المفروضة في الإسلام تقتصر على فئات معينة ذكرها القرآن الكريم لا تندرج المساجد تحتها في قوله تعالى: “إِنَّما الصَّدَقَات لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين وَالْعَامِلِين عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَة قُلُوبُهُم وَفِي الرِّقَاب وَالْغَارِمِين وَفِي سَبِيل اللّهِ وَابْن السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”.
حكم إخراج زكاة مال المساجد
جاء في حاشية الروض؛ قال الوزير وغيره: اتفق الأئمة على أنه لا يجوز ولا يجزئ دفع الزكاة في بناء مساجد، وقناطر ونحو ذلك، ولا تكفين موتى ونحوه، وإن كان من القرب، لتعيين الزكاة لما عينت له.
وعليه، لا يجوز إخراج زكاة المال في بناء مسجد، وهذا القول هو قول أغلب الفقهاء؛ ولا تُدفع أموال الزكاة في بناء المساجد أو شراء الكتب وما إلى ذلك؛ إنما يكون صرفها ضمن الأصناف الثمانية المذكورة في القرآن الكريم .
حالات إخراج زكاة مال المساجد وجوبها وجوازها في الإسلام
الزكاة لبناء مسجد أو المشاركة في بنائه
في هذا الحكم، ذهب الأئمة الأربعة إلى عدم جواز صرف مال الزكاة لبناء المسجد؛ لأنه ليس ملك أحد وهو ركن أساسي في الزكاة وهو التمليك.
ولكن بعض العلماء ذهب إلى جواز صرف مال الزكاة في بناء مساجد وغيره من أفعال الخير والبر، مستندين إلى قول الله تعالى: “وَفِي سَبِيلِ اللهِ”. وبالأخص إذا كان الحي أو البلد يحتاج إلى مسجد تقام فيه الصلاة والأعياد.وفي هذا القول إذا صرفت الزكاة في بناء مسجد سقط عنه الفرض وأثيب بهذا الفعل.
التكفل بصيانة أو ترميم مسجد من زكاة المال
لا يجوز صرف أموال الزكاة إلا في المصارف التي ذكرها الله تعالى،
ولما رواه أبو داود عن زياد بن الحارث الصدائي قال: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَبَايَعْتُهُ فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلاً، ثم قال فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: أَعْطِنِي مِنَ الصَّدَقَةِ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَم يَرْض بِحُكْمِ نَبي وَلاَ غَيْرِهِ في الصَّدَقَاتِ حَتَّى حَكَمَ فِيهَا هُوَ، فَجَزَّأَهَا ثَمَانِيَةَ أَجْزَاءٍ، فَإِنْ كُنْتَ مِنْ تِلْكَ الأَجْزَاءِ أَعْطَيْتُكَ حَقَّكَ)
مبادرة مسارات للتدريب المهني والتعليم في سوريا
ضمن ما يعيشه آلاف الطلاب اليوم من تحديات تواجههم بإكمال تعليمهم، بسبب ظروف اللجوء والمخيمات وانعدام تأمين الإمكانيات المطلوبة، بدأت فكرة مبادرة تعليمية مجانية تقدم جهودها لخدمات القطاع المعرفي وتيسير وصوله إلى جميع الفئات وخاصة من هم بحاجة له، من الأيتام وذوي الهمم، والنساء الأرامل.
تقدم مسارات التعليم عبر أنظمة خاصة بها ابتكرتها لتتناسب مع ظروف الطلاب الحالية وتلبية احتياجهم للتعليم دون تمييز بل مساواة لجميع الفئات: ١- نظام تعليمي تفاعلي بين الطلاب والمدرسين ٢- نظام تعليمي غير تفاعلي عن طريقة منصة إدارة التفاعل ٣- وقف معرفي خاصة بالمبادرة وهو قناة يوتيوب.
إن تبرعك بزكاتك اليوم يتيح لمبادرة مسارات توسيع رقعة المستفيدين، التي من شأنها أن تُحقق نتائج ملموسة على أرض الواقع بتعليم أكثر 31000 طفل إلى الآن.
تبرعك بزكاتك الآن لمبادرة مسارات له أثر طويل المدى.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما مِن يَومٍ يُصْبِحُ العِبادُ فِيهِ، إلَّا مَلَكانِ يَنْزِلانِ، فيَقولُ أحَدُهُما: اللَّهُمَّ أعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، ويقولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا”
الأنفاق في سبيل الله يجعل الله فيه خيراً كثير، والإنفاق لرعاية وتعليم الأيتام في الشمال السوري له أثر مضاعف.