فاطمة ودعاء، شقيقتان سوريتان، من أصحاب الهمم، تحملان مرضًا يحدّ من حركة أقدامهما، مما أوقف مسيرتهما الدراسية، لكنّهما لم تستسلما للظروف التي تواجههما؛ بل قررتا العمل على تحقيق أحلامهما بأيّ طريقة ممكنة بالرغم من تعرضهما لعدد لا يحصى من الصعاب.
في هذه السطور القليلة نسلط الضوء على تحدي فاطمة ودعاء إعاقتهمها بامتلاك قوة الإرادة التي لا تُقهر. ما هي قصتهما وكيف نجحا في إكمال تعليمهم متسلحين بإرادة قوية لا تُهزم وترفضل الاستسلام لمبررات وأسباب ضعف الارادة أياً كانت؟
وصول الشقيقتين المرحلة الابتدائية بمشقة من الأهل
تربت فاطمة ودعاء على يد والدتهما التي كانت المعين الوحيد لهما، وعملت بجد لتأمين الرعاية اللازمة لابنتيها وتأمين تعليمهم، فالمرض لم يثنيهما عن السعي وراء أحلامهما وتحقيق أهدافهما، وبفضل جهود والدتهما، تمكّنت الشقيقتان من إكمال تعليمهما في المرحلة الابتدائية، لكنّ جسم والدتهما الهزيل لم يصبح قادرًا على الاستمرار بالمهام الشاقة الذي كانت تقوم بها كلّ يوم لرعاية ابنتيها.
وقد تحدثت والدة الشقيقتين عن مسيرتها في تربية ابنتيها بقولها إنّها: “بالرغم من الظروف القاسية التي واجهتها، إلا أنها تمكنت من توفير الدعم والرعاية اللازمين لإكمال دراسة ابنتيها وإيصالهما إلى الصف السادس، ولكن بسبب ضعف إمكانياتها والعمل، لم يعد باستطاعتها الاستمرار في إيصالهم إلى المدرسة كلّ يوم”.
طموح يتحدى الإعاقة!
قصة قوة الإرادة مع فاطمة ودعاء مثال يُحتذى به. كانت الحياة تضع عقبات صعبة أمام الأختين؛ فظروفهما الصعبة والمرض الذي ألمّ بهما كانا كافيين ليجعلاهما تستسلمان وتتركان حلمهما بالحصول على شهادة التعليم الأساسي، لكنهما كانتا تمتلكان الإصرار والعزيمة اللازمين لمواجهة الصعاب وتحقيق ما تريدان؛ فبعد البحث والتدقيق، توصلتا إلى منصة اليوتيوب الخاصة بمبادرة مسارات، والتي تحوي شرحاً كاملاً للمنهج الدراسي، ومن خلالها، تمكنتا من متابعة دروسهما بشغف وعزيمة، ولم تترددا بعد ذلك بالانضمام إلى المبادرة والتواصل مع المعلمين مباشرةً للحصول على المساعدة اللازمة في فهم المواد الدراسية.
وعبرت الشقيقتان عن تجربتهما الدراسية الجديدة بقولهما إنّهما: “تتابعان دراستهما في الصّف التاسع عن طريق مبادرة مسارات، التي أشعرتهما بالتفاؤل بالرغم من كلّ الظروف الصعبة التي تواجههما، فقد وفرت لهما المبادرة التعليم الذي كانتا تريدان الحصول عليه من داخل منزلهما، وسهلت لهما إمكانية التواصل مباشرة مع المعلّم عن بعد، فإصرارهما جعلهما مصممات على النجاح، وتحقيق أحلامهنّ المستقبلية.”
تعلّم بلا حدود مع مسارات في دعم أصحاب الهمم
قدمت مبادرة مسارات خدماتها لأكثر من 120 طفلاً من أصحاب الهمم مالكي قوة إرادة، بما فيهم دعاء وفاطمة، الذين حرموا من حقهم في التعليم بسبب صعوبة التنقل بين المنزل والمراكز التعليمية، حيث وفرت لهم التعليم الإلكتروني المجاني من داخل منازلهم، وزودتهم بالإرشاد والدعم اللازم، لتحقيق احلامهم وتطوير قدراتهم.