لغة الجسد هي وسيلة التواصل غير اللفظية، والتعبير عن أفكارنا ومشاعرنا من خلال تعابير الوجه، وحركات اليدين، وضعيات الجسم، وحركة العينين، ولها أهمية بتواصلنا اليومي، حيثُ تعد متممة للأحاديث والتواصل المتبادل بين الناس. وأحياناً كثيرة تعبر لغة الجسد عن معنى الكلام بوضوح أكثر من الكلمات المنطوقة، حيث تعكس ما يشعر به الشخص حقيقةً بغض النظر عما يقوله.
في هذه المقال، نتحدث عن أهمية لغة الجسد في التواصل مع الطلاب، وكيف يمكن فهمها وتفسيرها؛ ونشير إلى بعض الإشارات الشائعة في لغة الجسد ومعانيها، وكيفية استخدامها لتحقيق تواصل مؤثر بين المعلم والطلاب خلال العملية التعليمية.
معلومات عن لغة الجسد
تعريف لغة الجسد وأساسياتها
تعرف لغة الجسد والإيماءات التي تصدر عند الكلام باستخدام الأيدي والاعتماد الأكبر على حركات الوجه؛ ومن الممكن أن تكون لغة الجسد باستعمال الصوت، لتصل المعلومات بشكل أفضل للمخاطب.
وتعتمد بشكل كبير على استخدامها بشكل لا إرادي سواء باستخدام العين، أو اليدين أو حتى الأكتاف فهي تعبر بنسبة كبيرة على ما يريد أن يظهره الفرد وما يريد إخفاءه.
أنواع لغة الجسد
ولكن ما هي أشكال هذه اللغة التي تستخدمها كمعلم أو طالب؟ معرفة هذه الأنواع هامة لكليكما، وتساعد في تسهيل التواصل وتيسير العملية التعليمية. وأهم هذه الأنواع:
- الإيماءات: وهي الحركات والإشارات للتواصل غير اللفظي مثل التلويح.
- تعابير الوجه: وهي أهم أشكال لغة الجسد؛ فمن خلالها يمكن التعبير عن مشاعر الخوف أو الفرح أو الغضب، وفهم هذه التعابير ومعانيها تُسهل عملية التواصل مع المحيط.
- العيون: النظر بشكل مباشر في عين الآخر يعد مهماً في التواصل بين المعلم وطلابه وبين الطلاب بعضهم مع بعض.
-
نبرة الصوت: قد تُحدث نبرة الصور فارقاً في طريقة التواصل حسب حدتها وعلوها، وهي من أكثر أنواع لغة الجسد توظيفاً في الغرفة الصفية وتعطي نتائج ممتازة لو أحسن المعلم توظيفها مع طلابه.
مميزات لغة الجسد وأهميتها في التواصل
للغة الجسد أهمية كبرى في التواصل أثناء العملية التعليمية، وتزداد هذه الأهمية في التعليم عن بعد مع وجود حاجز المسافة والوجود الفيزيائي بين المعلم والطالب.
وأهم ما يجذب الانتباه للغة الجسد ولاسيما في التعليم عن بعد هو:
- ترك انطباع إيجابي لدى الآخر
- تحسن التواصل بين المعلم والطالب
- فهم الآخرين حتى لو كانوا أبناء لغة مختلفة.
- تبني علاقة ود ومحبة بين أطراف العملية التعليمية.
حركات لغة الجسد ومعانيها ودلالاتها
تحمل لغة الجسد الكثير من الدلالات فكل تصرف وفعل يدل على قصد معين يراد إيصاله بطريقة غير مباشرة، ومن أشهرها:
- حركة الرأس تشجع على الاتفاق بين الأطراف.
- هز القدم تعنى أن المخ يحاول التهرب أثناء الحديث أو الموقف.
- النظرة الطويلة التي من الممكن أن تولد مشاعر حميمية، كما يفعل الطبيب ليشعر مريضه بالأمان.
- النظر إلى الساعة أثناء الحديث فهذا يدل على الملل أو عدم أهمية الحديث بالنسبة للشخص الآخر، وأيضاً عندما يحك الشخص رأسه ذلك يعنى أنه غير متأكد.
كيف تؤثر لغة الجسد في عملية الاتصال التعليمي؟
أهمية وفوائد لغة الجسد في التواصل في التعليم عن بعد
اللغة اللفظية في عالم التطور الآن لم تعد كافية في توصيل المعلومة للطالب، وتعد لغة الجسد لغة مساعدة لتوصيل الرسالة وتميزها، وعن طريق لغة الجسد يوصل المعلم للمتعلم الانفعالات ضمن العملية التعليمية. حيث أن للغة الجسد ما يميزها في التواصل بين الأفراد بشكل عام والتواصل التعليمي بشكل خاص،
تعد لغة الجسد اللغة الخاصة بالعقل اللاإرادي، وإذا أمعنا النظر نجد أن هذه اللغة هي صلة الوصل الصحيحة بين المعلم والطلاب، وفي بعض الأحيان تفوق لغة الجسد على لغة الكلام لأن العين تلتقط أسرع من السمع.
ومصطلح التواصل التعليمي هو مركب من جزئين؛ الأول وهو الوصل والصلة بين المتحدث والمتلقي، والتعليم ما يتلقاه الفرد من أسس في المعارف والفنون والعلوم، ومما سبق ينتج أن مصطلح التواصل التعليمي هو تواصل هدفه ارسال واستقبال المعلومات، حيث أن لغة جسد المعلم لها تأثير كبير على الطالب لأنه يأخذ عنه المعلومات والتجارب والخبرات.
وأهمية وظائف لغة الجسد في التواصل التعليمي، تتلخص في الآتي:
- الإكمال: هذا ما يجسد تناغم واضح بين طريقة الشرح في اللغة اللفظية وما يرافقها من شرح في لغة الجسد.
- التكرار: حيث أن لغة الجسد بالإضافة إلى أهميتها إلى أنها لغة توكيدية، مثال ذلك ما يشرحه المعلم أثناء طرحه للدرس وحركات يديه تشير إلى تأكيد هذه المعلومة.
- التنظيم والضبط: وذلك من خلال لغة جسد المعلم لما يشير إليه حديثه من أهمية ويجب الإنصات له، وأيضاً تنظيم التفاعل بين المتعلمين.
مبررات استخدام لغة الجسد في التعليم عن بعد
إن استخدامات لغة الجسد في العملية التعليمية لها أثر واضح في تأثيرها على الطالب، وتوضح فيما يلي:
- زيادة التواصل بين المعلم والطلاب: حيثُ أن المعلم يمكنه أداء تعبيرات معينة تزيد من ثقة الطالب أثناء الكلام، وأيضاً يتمكن المعلم من إظهار حركات اليدين التي تؤكد على المعلومة المطروحة.
- زيادة التفاعلية أثناء الدرس: إن الثقة التي يمنحها المعلم للطلاب مهمة جداً في تعزيز التواصل بينهما مما يؤدي إلى زيادة التفاعل أثناء الشرح.
- جذب انتباه الطلاب: يمكن استخدام الحركات الجسدية وتعابير الوجه لجذب الانتباه وتحفيز الطلاب على التفاعل والمشاركة.
مهارات الاتصال في لغة الجسد لتواصل أكثر فعالية مع الطلاب عن بعد
-
العين: إن العين هي من أول وسائل الإدراك التي يستعين بها الفرد بشكل كبير، وتختلف النظرة أثناء التواصل التعليمي من مراقبة ومتابعة، وأيضاً معرفة ردود الطلاب أثناء الدرس.
-
نبرة الصوت: إن أساس طريقة الإلقاء في العملية التعليمية هي ما يحدد رسالة المعلم للطلاب، فإذا كانت نبرة الصوت حادة ومرتفعة فإنه ذلك يعنى جذب انتباههم لأهمية الفكرة المشروحة، فإذا كانت منخفضة فذلك يعنى تفهم ومتابعة للعملية التعليمية.
-
تعابير الوجه: هي التي تعكس مشاعر وحالات المعلم المختلف، مما يؤدي إلى انفعالات سريعة بين الطالب والمعلم، مثل رفع الحاجبين دلالة على أن الإجابة مرفوضة، أو الابتسامة الخفيفة المرفقة بالثقة دلالة على ارتياح المعلم للطلاب وتفاعلهم.
في نهاية المقال يجب الإشارة إلى أهمية لغة الجسد في خلق تفاعل وتواصل بين المعلم والطالب وخاصة في عملية التعليم عن بعد، وهذا ما تحدثه مبادرة مسارات في خلق بيئة صفية ايجابية بين المتعلمين للمشاركة، إذ يتعين على المعلم إدارة الحصة وشرح الدرس وتوصيل المعلومات بأفضل طريقة ممكنة وذلك عن بعد، لأن المعلمين في مبادرة مسارات لديهم كفاءات عالية ومهارات في إدارة الصف وأيضاً تلقوا تدريبات على أسس عالمية، تجعلهم لديهم مهارة إدارة الوقت بما يتناسب مع تضمين المفاهيم التعليمية.
