مبادرة مسارات

الضبط الانفعالي: مفتاح النجاح والتواصل الفعّال في بيئة العمل
14 مارس، 2024
محتوى المقال

قال تعالى: “اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُم”.

الضبط الانفعالي هو مهارة مكتسبة، من خلال التعاملات اليومية، سواء في تعاملات العمل أو مع الأهل، وهنا تكمن قدرة الفرد في التحكم بردود فعله الآنية وإخراجها بطريقة مناسبة.


أهمية ضبط الانفعال

1- تجنب الصدام مع الطرف الآخر وحل النزاع بطريقة مناسبة.
2- من خلال الضبط الانفعالي نتمكن من فهم عواطفك وعواطف الطرف الآخر، والتعبير عنها بطريقة هادئة وواضحة دون الخوض بنزاعات.
3- ومن خلال ضبط الانفعال نستطيع التمييز بين الردود العاطفية، وبين الردود التي تتطلب حكمة أكثر.

 

السلوك في بيئة العمل

تكمن أهمية طريقة تواصلنا في أفكارنا وسلوكنا ومشاعرنا، وما نحمله من أفكار إلى بيئة العمل التي تؤثر على تواصلنا مع الزملاء.

إن سلوكنا الذي نتخذه في تعاملاتنا اليومية هو أساس تصرفاتنا العقلانية أو غير العقلانية “هوجاء”، أي أن الشعور هو أساس رد الفعل الذي نقوم به.

 

“كل وعاء فيه ما يكفي” تخيل عزيزي القارئ أن الطبيب الذي سيجري عملية جراحية لك تشاجر مع زوجته صباحاً، وتعكر صفوه، مما جعله يصرخ في وجهك وأنت بضعفك تحت رحمته، وكل ذلك لأنه لم يضبط انفعالاته كما يجب؟

 

إذا تفكرت قليلاً لوجدت أن ضبط الانفعالات مهم في جميع الأعمال اليومية، لذا وجب الانتباه لردة الفعل تجاه الأمر الذي يحدث، وإعطاء الأمر ما يستحقه حقاً، ولا داعي للتسرع والغضب تجاه أحداث يومية عابرة.

 

المهارات التي تدعم الانضباط الانفعالي

1- الصبر والتروي والاستماع الجيد: أكثر ما يعاني منه الأشخاص الغاضبين هو التسرع في الحكم، قبل فهم الحدث، وقبل إطلاق الحكم والانفجار، وإن تقوية مهارة الإنصات والإصغاء للآخرين جيدة لمثل هذه الحالات. “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” (آل عمران: 200).

 

2- التفاوض الفعّال واحترام الرأي الآخر: يندرج تحت التفاوض التواصل والإقناع والتأثير، وقد ذكر حديث عن الرسول الكريم “وجادلهم بالتي هي أحسن”. مهما كانت الآراء متضاربة ومختلفة، لن تؤدي لخلاف ما طالما أن الأطراف تحترم بعضها البعض.

 

3- التدوين اليومي: من خلال التدوين اليومي، ستتعرف على ذاتك وتفهم لماذا وكيف ومتى، هذه المهارة لن تفيدك فقط في الانضباط الانفعالي، بل في فهم أسبابه وشرح شعورك وتحليل سلوكك دون أن تدري.

 

4- واجه نفسك أولاً: “ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب”.

 

5- تغذية الجانب الروحي: استعن بالله في الدعاء والصلاة والذكر والتعلم من السابقين. فقد اشتد الكرب والحال على غيركم أيضاً، وبذكر الله تطمئن القلوب وتسكن النفوس، وأيضا التأمل والتفكر تساعدان في الضبط الانفعالي.

 

علينا بدايةً ونهايةً أن نبذل جهداً كبير في ضبط انفعالاتنا وسلوكياتنا ونحافظ على المكان الذي نبدع فيه ونترك أثراً حسناً في هذا المجتمع وحقيقة لا يمكن إنكارها أن الصلابة النفسية تحدٍ كبير وسط هذا الكم الهائل من الأعباء النفسية والظروف والكوارث والمسؤوليات، ولكن ما هو ممكن ليس بمستحيل.

 

الكاتب: أ. إيمان الفرج مديرة العمليات في مبادرة مسارات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شارك المحتوى عبر:

محتوى المقال