لم يكن المرض يوماً عائقاً أمام العلم وتحقيق الهدف وتسجيل نجاحات قد يعجز عنها الأصحاء، وهذا ما لمسناه من خلال مجموعة تجارب ناجحة نفذها طلاب مبادرة مسارات.
من الألم إلى الأمل
خديجة الحاج سليم واحدة من قصص التصميم والنجاح التي تركت أثراً في محيط من سمع بها، خديجة واحدة من مرضى غسيل الكلى وتقضي ثلاثة أيام كل أسبوع في مركز غسيل الكلى، تتعارك مع المرض ينال منها تارة وتنال منه مرات عديدة بتصميمها وإصرارها على الحياة، خاصة بعد أن خسرت شقيقاتها بذات المرض.
تمسكت خديجة ذات 22 عاماً بالحياة أكثر، وتستغل فترات وجودها خارج غسيل الكلى لتعزيز ثقتها بنفسها لتكون مع عائلتها التي كانت عونا لها، بعد أن فقدت تعليمها نتيجة انشغالها المستمر بغسيل الكلى، إلا أن الأمل أورق من جديد أمام عينيها بعد أن سمعت بمبادرة مسارات وسجلت بها على أمل الحصول على شهادة التعليم الأساسي بعد انقطاع سنوات طويلة عن التعليم.
تستغل خديجة ساعات جلوسها على في مشفى غسيل الكلى بتصفح دروس مسارات تناقش مدرسيها في بعض التمارين، يشحذون همتها ويثنون على مثابرتها، تتمسك بحبها للتعلم أكثر فأكثر على أمل اجتياز الامتحان والوصول مع زميلاتها للمرحلة الثانوية
البصيرة تقود إلى الأمل
بيدين ناعمتين وقلب مرهف تقوده بصيرة لا تخطئ، تقلب الشابة “لانا جبارة” صفحات اليوتيوب لتتلقى دروساً في الثانوية العامة بفرعها الأدبي على منصة مسارات، تعتمد لانا على سمعها وذاكرتها في تخزين المعلومات لتحاول الاستعاضة عن نعمة البصر التي حٌرمت منها.
إصابة لانا بالعمى لم تقيدها بين جدران منزلها، بل تمكنت لانا من تجاوزها والانطلاق بأحلامها بعيداً لتنافس أصدقائها وأقرانها الذين في نفس عمرها.
فبصيرتها المتقدة تقودها لمواصلة تعليمها وحصولها على الشهادة الثانوية للاقتراب من تحقيق الحلم بدخول أحد الفروع الجامعية وكل ذلك بمساعدة ورعاية والدتها التي كانت ومازالت عيني لانا التي ترى بهما، لتكون لانا الشابة الطموحة التي تعطينا درساً بأن الطموح والنجاح لا يمكن أن يؤخره أي عائق.