ظروف قاسية أحاطت بذوي الهمم في الشمال السوري، أبعدت كثيرين منهم عن مقاعد الدراسة، بينما استمر آخرون بمساعدة ذويهم وجهد عظيم كان عليهم بذله للحاق بأقرانهم نتيجة ضعف الإمكانية وغياب المنشآت التعليمية اللازم لهذه الفئة من الناس.
قصص يامن ووسام: تحديات وإصرار على العودة للتعليم
يامن الكردي شاب من مدينة خان شيخون فقد ساقه في مجزرة الأقلام التي وقعت ببلدة حاس، وتراكمت عليه المآسي بعدها، الأمر الذي أبعده عن مقاعد الدراسة لفترة من الزمن.
شاهد قصة يامن:
لم يكن النزوح أقسى تجاربه رغم مرارته التي تكررت عدة مرات مع أهله وعائلته، حيث تنقلوا بين عدة مناطق قبل أن يستقر بهم الحال هنا في مخيمات الشمال السوري.
معاناة يامن وخسارته لساقه أثناء تواجده في المدرسة لم يمنعانه من التفكير مجدداً في العودة لدراسة منهاج الصف التاسع مجدداً، وانضم لمبادرة مسارات التي كانت خير عون لذوي الهمم بغية إخراجهم من عزلتهم ووضعهم على طريق العلم.
وسام دعدوش شاب آخر من مهجري بلدة خان السبل أمنت له مسارات فرصة لإكمال تعليمه وتحقيق بعض أحلامه.
تعرض وسام لإصابة أبعدته عن مقاعد الدراسة في سنة 2015 وتوفى والده والذي كان سنده وملجأه فتراكمت الآلام فوق جسده المنهك، واكتملت آلامه بمسلسل النزوح الذي عاشه مع عائلته ووالدته المريضة التي تحتاج لعناية مستمرة منه، ما أبعده بشكل كامل عن الدراسة.
تزوج وسام وتابع حياته، لكن أحلام الدراسة ما زالت تلوح أمامه ويتمنى العودة لها، إلا أن ظروفه الصعبة كانت تمنعه من ارتياد المعاهد الخاص، لكن حين سمع بمبادرة مسارات أحس بأنها الحل الأفضل لحالته وبمجانية الخدمات التي تقدمها، فسمع نداء قلبه وعاد لدراسته، فقد أمنت له المبادرة متابعة الدروس في أي وقت يريده حسب وقت فراغه.
شاهد قصة وسام:
175 طالب من ذوي الهمم يتلقون التعليم عبر مسارات
وتقدم مبادرة مسارات خدمات مجانية للطلاب من ذوي الهمم، وتوفر لهم التعليم المدرسي والأنشطة الطلابية، والإرشاد الأكاديمي لداخل منازلهم، حيث بلغ عدد الطلاب المسجلين في المبادرة 175 طالب وطالبة من ذوي الهمم، فيما بلغ عدد الطلاب الكلي منذ بداية انطلاقة مسارات عام 2019 حتى منتصف عام 2023 نحو 18 ألف طالب جلهم من الفئات الأكثر تضررا بالمجتمع.
