في غمرة الكارثة التي خلّفها الزلزال المدمر في السادس من شباط العام الماضي، وجدت خديجة، نفسها تواجه واقعاً جديداً مؤلماً.
الخسارة غير المحتملة لزوجها وابنها، إلى جانب الإصابات التي لحقت بها، خلقت جرحاً عميقاً في نفسها، يصعب مداواته. الألم والفقدان أغرقاها في بحر من اليأس، مما جعل النهوض مجدداً يبدو كمهمة مستحيلة.
لكن! بإصرار وعزيمة عادت خديجة وأيقنت أن الحياة لابد أن تستمر، بعد انقطاعها عن التعليم لسنوات عدة انضمت لعائلة طلاب مسارات، وبدأت تعليمها من داخل منزلها ،ومع كل درس تتلقاه يمثل لها خطوة نحو بناء مستقبل جديد، مليئاً بالأمل والإمكانيات، وفي هذا الطريق الطويل نحو التعافي، أثبتت خديجة أن القلب البشري، مهما تعرض للكسر، قادر على الشفاء والنمو من جديد.
واستقبلت مسارات نحو 2000 طالب وطالبة من الطلاب الذين تضرروا وانقطعوا عن التعليم اثر الزلال الذي ضرب مناطق شمال غرب سوريا، بعد أن وقعت مذكرة تفاهم مع الحكومة السورية المؤقته لاحتواء طلاب صفوف التاسع والثالث الثانوي بفرعيه الأدبي والعلمي، كاستجابة من المبادرة للتقليل من حجم الكارثة التي حلت بالمنطقة.
وتقدم مسارات خدمات تعليمية معرفية مجانية للطلاب السوريين عن بعد، باستخدام نظام معرفي متكامل عبر أربعة مسارات، التعليم المدرسي، الإرشاد الأكاديمي، الأنشطة الطلابية، التدريب المهني، إضافة لفريق الدعم النفسي الذي يشرف بدوره بشكل مباشر على التعامل مع الأزمات التي من الممكن أن تؤثر على النمو المعرفي للمستفيد.
وبلغ عدد المستفيدين من مسارات أكثر من 31 ألف طالب منذ انطلاقتها نهاية عام 2019، وتركز في تقديم الخدمات على الفئات الأكثر تضرراً بالمجتمع، كالأيتام، وذوي الاحتياجات الخاصة، والمنقطيعن عن التعليم لفترات زمنية طويلة، والمتضررين من الكوارث الطبيعية، إضافة للمقيمين في مخيمات النازحين شمال البلاد.