مبادرة مسارات

الأسئلة الصفية: الطريقة المثلى للمعلمين لترسيخ المعلومات وتنمية المهارات
17 أبريل، 2024
محتوى المقال

تعد الأسئلة الصفية مجموعة من السلوكيات التدريسية التي يقوم بها المعلم بدقة وسرعة ومقدرة عالية للتكيف مع معطيات الموقف التدريسي.

 

سنتعرف في هذه المقالة على كيفية صياغة وتوجيه الأسئلة الصفية بطرق تحفز التفكير النقدي وتعزز التفاعل في الفصل. تعلم أساليب مبتكرة تساعد على تحسين استيعاب الطلاب ومشاركتهم، وتحقق أفضل النتائج التعليمية.

 

وتتعلق بكل من:

  • إعداد السؤال
  • توجيه السؤال
  • الانتظار عقب توجيه السؤال
  • اختيار الطالب الذي ينبغي أن يجيب 
  • الاستماع إلى الإجابة
  • الانتظار عقب سماع الإجابة
  • معالجة إجابات الطلاب 

 

أهمية الأسئلة الصفية

الأسئلة الصفية هي المهارة الأساسية للمعلم الناجح، فمعلم يتقن مهارة الأسئلة الصفية، يقوم بتدريس جيد وينتج تعليماً مميزاً ومقدرة على ترسيخ المعلومات في أذهان الطلاب من خلال هذه الأسئلة. 

 

يقول العالم التربوي (أونوريه دويلزاك) إن مفتاح العلوم دون منازع هو علامة الاستفهام (؟).

 

وكان شعار الفيلسوف المعلم سقراط: لا تتوقف عن السؤال، الأسئلة الصفية مسألة لا غنى عنها لطرائق التدريس بكافة أنواعها، الأسئلة الصفية وسيلة مهمة ليستقبل العقل المعلومة، وهو نشاط محفز للعقل فتُفهم وتُثبت وتنمي مهارات المناقشة والحوار لدى الطلاب، لا تدانيها وسيلة لزيادة التفاعل في الحصة.

 

أهداف الأسئلة الصفية

  • تُستخدم للمراجعات المستمرة التي تمنع النسيان.
  • إثارة متطلبات التعلم من المعلومة السابقة
  • تهيئة الطلاب للدرس الجديد 
  • استدراج الطلاب إلى استكشاف المعلومات الجديدة بأنفسهم
  • للتقويم البنائي أو الختامي
  • وللربط بين نقاط الدرس أو بين الدرس وباقي المواد
  • لتنمية أنواع التفكير المختلفة لدى الطلاب 
  • للتعرف على مشاعر الطلاب وميولهم وتذوقهم للأشياء واتجاهاتهم
  • لضبط سلوك الطلاب في الصف
  • لتنمية الاتجاهات المرغوبة وتصحيح المفاهيم الخاطئة. 

 

ما هي أنواع الأسئلة الصفية؟

الأهم من عدد الأسئلة في الحصة تنوعها: الأسئلة المغلقة (المباشرة): وتكون غالباً في المستويات الدنيا من التفكير؛ من فوائدها: 

 

  • تنمي مهارة التذكر والحفظ
  • تساعد على إثارة واستيعاب المفاهيم الأساسية للمواد
  • مفيدة في مراجعات المعلومات.

 

 الأسئلة المفتوحة: (الأسئلة التأملية أو أسئلة التفكير المتمايز): ما رأيك؟ ماذا لو؟ 

وتكون غالباً في مستويات التفكير العليا ومن فوائدها: 

 

  • تنمي الخيال
  • حُب الاستطلاع
  • تُشجع أصالة التفكير
  • تجعل المفاهيم أكثر وضوحاً في ذهن الطالب
  • تركز المفاهيم وتخزنها في الذاكرة طويلة الأمد.
  • تساعد على المشاركة الواسعة للعديد من الطلبة في الصف مهما كانت قدراتهم ضعيفة.
  • تفيد في التدريب على العصف الذهني. 

 

أسئلة التذكر: تطلب تذكر واسترجاع المعلومات بالألفاظ نفسها.

أسئلة الفهم: تطلب إعادة الطالب لصياغة المعلومات بألفاظ من عنده.

أسئلة التطبيق: تطلب استخدام المعلومات التي تعلمها في موقف آخر.

أسئلة التحليل: تطلب تحليل الكل إلى أجزائه مع إدراك العلاقات بين الأجزاء.

أسئلة التركيب: تطلب دمج أفكار لإنتاج عمل جديد (لخص، صمم، ركب، ماذا يحدث لو؟ هل يمكن أن تجد طريقة جديدة لــ ؟

أسئلة التقويم: تطلب إصدار أحكام أو رأي في ضوء معايير قد تكون ذاتية أو موضوعية: لماذا تفضل؟ ما رأيك في؟ اكتشف الخطأ وصححه.

الأسئلة السابرة: هي التي تولد من إجابة طالب عن سؤال. 

الأسئلة السابرة التشجيعية: الغرض منها تشجيع الطالب المتعثر أو المخطئ على اكتشاف خطئه والوصول إلى الصواب بنفسه.

 

مهارة صوغ الأسئلة الصفية

من الضروري التخطيط السابق للأسئلة الصفية، وذلك بتحليل المحتوى والتفكير في أسئلة الحصة في مراحلها المختلفة: 

 

  • المراجعة
  • التمهيد
  • العرض والاكتشاف والتركيز 
  • التقويم البنائي
  • التقويم الختامي

 

ينبغي إعداد أكبر عدد ممكن ومتنوع من:

  • الأسئلة الشفهية 
  • أسئلة “السبورة”
  • والأسئلة التحريرية الفصلية
  • والأسئلة المنزلية

 

اجعل أسئلتك:

١- قصيرة فلا تكون طويلة تشتت انتباه الطلاب 

٢- تُصاغ غير مركبة وتركز على النقاط الرئيسية في الدرس

٣- لا بد أن تكون الأسئلة ذات صياغة واضحة ومفهومة ولا تؤدي إلى معان متعددة فلا يقع الطالب في اللبس

٤- أن تبتعد الصياغة ما أمكن عن لغة الكتاب لأن هذا ربما يدفع الطالب إلى حفظ محتويات الكتاب غيباً مما يؤدي إلى التعلم الببغاوي.

٥- أن تقل الأسئلة التي يُجاب عنها بــ نعم أو لا

٦- أن تقل الأسئلة الموحية بالإجابة، تُصاغ بما يُناسب نمو الدرس نحو أهدافه، ولا تتشعب بما لا يفيد.

٧- أن تكون في مستوى تفكير الطلاب وضمن حدود خبراتهم وليست تعجيزية.

٨- أن تناسب كافة المستويات ما أمكن ذلك.

٩- أن يكون للسؤال قيمة علمية

١٠- أن يكون عدد الأسئلة المطلوب الإجابة عنها مناسباً لوقت الحصة.

١١-أن يكون تركيب السؤال اللغوي صحيحاً.

 

تُصاغ بعض الأسئلة بأدوات الاستفهام مثل: كيف، أين، متى، لِم، لماذا، كم، من، ما.

أو بأفعال الأمر مثل: حلل، قارن، صنف، اربط، اقترح، لاحظ، بين، وضح، عدد، اشرح، فسر، علل.

 

مهارة توجيه الأسئلة

 

متى: في بدايات الحصص للمراجعة على ما سبق، لإثارة المعلومات السابقة التي تتطلبها معلومات الدرس الجديد لتبنى عليها، كطريقة من طرق التشويق للدرس الجديد.

 

عند عرض الدرس: بعد كل فقرة إلقاء، للتقويم البنائي بعد تناول كل عنصر من عناصر الدرس.

في ختام الدرس: أثناء التقويم الختامي، عند لفت انتباه طالب مشاغب. 

 

كيف: لا يجلس المعلم أثناء طرحه للأسئلة وتكون حركته هادئة وليست كثيرة، طرح السؤال على جميع الطلاب قبل اختيار المجيب، إلقاء السؤال بصوت واضح مناسب مستخدماً لغة الجسد وتنوع نبرات الصوت مع فترة الصمت ( 3-5) ثوان حتى يفهم الطالب السؤال.

 

على المعلم أن يوجه اهتمامه للطالب الخامل أو الانطوائي أو الضعيف وللمتميز والمتفاعل، وعندما يقع اختياره على أحد الطلاب للإجابة يناديه باسمه، ولا توجه الأسئلة إلى الطلاب بالتسلسل لأنه في هذه الحالة سيركز كل تلميذ فقط على السؤال الذي سيطرح عليه وينصرف ذهنه عن الأسئلة الأخرى.

 

مهارة تلقي إجابات الطلاب

لا يسمح المعلم بالإجابات الجماعية فغالباً ما يضعف معها تركيز الطالب الضعيف، ويعود طلابه على رفع اليد اليمنى بأدب وهدوء واستئذان.

 

لا يقبل إجابة من طالب دون إذن، يتلقى المعلم إجابة الطالب مبدياً الاهتمام، عدم مقاطعة التلميذ في أثناء الإجابة.

يعود طلابه احترام زميلهم والاستماع له حتى نهاية إجابته، وإذا كانت الإجابة صحيحة يتلقاها المعلم بالتعزيز فيرفع صوته مثنياً عليه، مكرراً إجابة الطالب، ويطلب تكرارها من أكثر من طالب محركاً بهذا الطلاب المتوسطين والمشاغبين.

 

لا تستمع إلى إجابة طالب واحد فقط، من الممكن أن تطلب من أحد الطلاب كتابة الإجابة على السبورة ثم تطلب تقويمها من الطلاب وتناقشها معهم. 

 

إذا تعثر طالب في الإجابة أو أخطأ

 لا تعبس في وجهه، لا تعنفه ولا تسخر منه، ولا تسمح لزملائه بالسخرية منه ومن الأفضل أن تجد له مبرراً يسعفه. 

  • هذه ليست الإجابة المطلوبة أريد إجابة أدق
  • إجابتك فيها تفكير ولكنها ليست المطلوبة
  • مشاركتك جيدة وستكون أفضل فيما لو عدلت، فمن يعدلها؟ 
  • لا تثن على إجابة خطأ حتى لا يلتبس على الطلاب الخطأ بالصواب.
  • لا تترك الطالب المخطئ وتوجه السؤال إلى غيره.
  • يمكن للمعلم إعادة صياغة السؤال بعبارات أسهل.

 

ويمكن تجزئة السؤال إلى أسئلة فرعية؛ ويمكن إعطاء هذا المخطئ سؤالاً ثانياً أسهل من السؤال الأصلي، بحيث يكون السؤال الثاني ذا علاقة بموضوع السؤال الأصلي وممهداً له. 

 

الكاتب: أ. سليم حامض مدرس اللغة العربية في مبادرة مسارات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شارك المحتوى عبر:

محتوى المقال