مبادرة مسارات

فن التركيز: كيف يحول الانتباه الجودة التعليمية ويعزز التحصيل الدراسي
22 أبريل، 2024
محتوى المقال

يشير الانتباه إلى قدرة الفرد على التركيز الموجه بشكل مستمر على موضوع محدد؛ دون تشتت أو تشويش من العوامل الخارجية، هو ما يستخدمه الفرد في العملية التعليمية؛ وهو بشكله العام التركيز المباشر على المعلومة لِتُخزن بالذاكرة.

 

لذا قد يكون الانتباه عميقاً أو سطحياً، حسب حالة الفرد واستعداده لتوجيه انتباهه وتركيزه للمؤثرات المحفزة للانتباه.

 

اكتشف كيف يعزز الانتباه التحصيل الدراسي ويحسن الجودة التعليمية. تعرف على دور الانتباه والتركيز في تعميق فهم الطلاب وزيادة استيعابهم للمادة الدراسية، وكيف يمكن للمعلمين استغلال ذلك لتحسين عملية التعلم. نستعرض أنواع الانتباه وأثرها في البيئة التعليمية، ونقدم نصائح لجذب والحفاظ على انتباه الطلاب خلال الدروس.

 

دور التركيز في العملية التعليمية

إن للانتباه دور كبير في عملية التعلم؛ وهو شرط أساسي من شروط التعلّم وعلى المعلّم استثمار فقرات مستهدفة عند الطلاب من أجل جذب انتباههم للمهمات التعليمية، أيضاً يساعد الانتباه على تركيز الطالب ضمن الموضوع المطلوب وزيادة الفهم للمواد.

 

كما أن الانتباه يساعد على تحفيز الذاكرة وتعزيز التحصيل الدراسي، فإن انتباه الطالب خلال حصص الدراسة يساعده لاستيعاب المعلومات بشكل أفضل. 

 

أي يعد التركيز هو المفتاح الرئيسي للاستفادة من العملية التعليمية، لأن الطلاب يستطيعون حفظ وتذكر ما يشد انتباههم فقط، والانتباه هو ما يجعل تركيزهم عالياً.

 

الأنواع رئيسية من التركيز في عملية التعلم

التركيز العادي: وهو انتباه  الفرد إلى شيء يهتم به ويميل إليه وهو انتباه لا يبذل الفرد في سبيله جهداً؛ بل يمضي سهلاً طيعاً.

التركيز الإرادي: حيث يُعنى الفرد بتوجيه انتباهه نحو معلومات محددة وتجاهل المعلومات الأخرى.

 

على سبيل المثال، عند الاستماع لمحاضرة، يركز الفرد على ما يقوله المحاضر ويتجاهل الضوضاء في الخلفية. 

 

التركيز الانتقالي: حيث يُعنى بالقدرة على التحول بين مصادر التركيز المختلفة.

 

مثال: عندما يعمل الفرد  على مهمة ويتلقى اتصال هاتفي، يجب عليه القدرة على التحول بسرعة بين التركيز على المهمة والاستجابة للمكالمة.

 

التركيز الجماعي: حيث يُعنى بالقدرة على الانتباه لعدة أشياء في نفس الوقت. 

 

مثال: عند محادثة مع صديق ومتابعة برنامج تلفزيوني في الوقت نفسه، يحتاج الشخص إلى قدرة على الانتباه لكلا الأمرين.

 

أهمية التركيز في العملية التعليمية

١- التركيز يأمن القدرة للمتابعة في العملية التعليمية؛ بالرغم من الضجة المحيط بالخارج.

٢- التركيز يجعل الفرد يصل للتميز بسبب الاهتمام الشديد المركز على المعلومات المطروحة.

٣- ضعف التركيز أو قلته تعدّ من اضطرابات التعلم.

٤- التركيز يجعل الطالب يستغل قواه العقلية أكفاء استغلال، من خلال التركيز على المادة العلمية.

 

أدوات شد انتباه الطلاب

١- الألوان، أو التلوين.

٢- تحديد الكلمات أو الجملة المستهدفة.

٣- تحريك طبقات الصوت لجذب انتباه الطلاب.

 

ما هي العوامل المساعدة لجذب انتباه الطالب؟

العوامل المساعدة لجذب التركيز تختلف باختلاف السياق والهدف، ولكن بعض العوامل الشائعة تشمل استخدام الألوان الزاهية، والصور الجذابة، والكتابة الإبداعية، والعروض الخاصة، والمحتوى الشائق والمثير للاهتمام.

 

يمكن أن يؤدي أيضاً عامل الفضول دوراً أساسياً في جذب التركيز، حيث يحب الطلاب اكتشاف أشياء جديدة ومثيرة.

 

وهناك عوامل خارجية لجذب انتباه الطلاب للتعلّم منها : شدة المنبه والحركة والحداثة، وأن تكون درجة حرارة القاعة مناسبة، وطبيعة المنبه وموضع المنبه وحجمه وإعادة العرض. 

 

في الختام، يظهر بوضوح أن الانتباه ليس مجرد جزء مهمل في عملية التعلم، بل هو محور أساسي يُعزز من جودة التعليم ويحفز التحصيل الدراسي. على المعلمين والمربين استثمار كل فرصة لجذب والحفاظ على انتباه الطلاب، سواء من خلال تقنيات تدريس مبتكرة أو باستخدام أدوات تعليمية تفاعلية تعمل على زيادة الفهم والاستيعاب. الانتباه هو البوابة التي من خلالها يمكن للطلاب فتح عوالم جديدة من المعرفة والمهارات، مما يجعله عنصراً لا غنى عنه في تشكيل مستقبلهم الأكاديمي والمهني. لذا، دعونا نعمل معًا لنشر الوعي بأهميته وتطوير أساليبنا التعليمية لتعزيز قدرة الطلاب على التركيز والانتباه.

 

الكاتب: أ. خالد العبدو مدرس مادة الفيزياء في مبادرة مسارات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شارك المحتوى عبر:

محتوى المقال