التفكير الإبداعي هو النّظر إلى شيء ما بطريقة مختلفة وجديدة، وهو ما يُعرف بالتّفكير خارج الصّندوق، حيث يشتمل على التّفكير الجانبيّ أو القدرة على إدراك الأنماط الغير الواضحة في أمر ما، كما يمتلك الأشخاص المبدعون القدرة على ابتكار وسائل جديدة لحل المشكلات ومواجهة التّحديات.
وهو مزيج من الخيال العلمي المرن؛ لتطوير فكرة قديمة أو لإيجاد فكرة جديدة، مهما كانت الفكرة صغيرة، يمكن أن ينتج عنها إنتاج متميز وغير مألوف.
الإبداع: هو إنتاج أشياء جديدة خارجة عن المألوف، بشرط أن تكون أفكار مفيدة، فقد يكون الإنتاج في مجال يجلب الدمار والضرر، وهذا لا يسمى إبداعاً بل تخريب.
القدرة الإبداعية تكمن في أسلوب ربط الأفكار ببعضها؛ بطريقة ذكية لم يتطرق إليها أحد من قبل.
يظن بعض الناس أن الإنسان المبدع ولد مبدعاً، وهذا غير صحيح؛ لأن الإبداع يحتاج للمعارف المتراكمة والخبرات أيضاً، ومن خلال دمجها بفكر الإنسان المبدع ينتج هذا التميز.
ويجب التنبيه أن كل شخص يستطيع أن يبدع ويبتكر إلا من يأبى فالشخص المبدع هو الشخص القادر على حل المشكلات.
الكتابة في الفضاء
عندما أرادت أمريكا إرسال رواد الفضاء للفضاء الخارجي كانت هناك مشكلة الكتابة بالأقلام لسقوط الحبر على الورقة من رأس القلم أمر مستحيل بسبب انعدام الجاذبية، انغمست فرقة من الخبراء لبحث المشكلة واستغرق الأمر وقتاً طويلاً وتم صرف مبالغ كبيرة على الأبحاث المتعلقة بهذه المشكلة ثم تم اختراع قلم ضد الجاذبية أما في روسيا واجه رواد الفضاء نفس المشكلة ولكن بكل بساطة أُعطي رواد الفضاء أقلام رصاص وانتهت المشكلة.
أين ومتى تأتي الأفكار الإبداعية؟
أثناء العمل، أثناء الاستماع إلى خطبة، المشي ليلاً، أثناء القراءة، أثناء اجتماع ممل، أثناء الذهاب إلى العمل، أثناء الاستحمام، قبل النوم، العمل المتواصل، في حالة وجود حوافز، الراحة النفسية والسلام الروحي، العمل مع فريق محفز، وجود الأهداف الواضحة، أثناء التأمل والتفكر والتدبر، الإخلاص في العمل لله، أثناء الكتابة، تغيير المكان الاعتيادي، القيام بأشياء جديدة، استعمال الخرائط الذهنية، التركيز على الأمور، عند الخروج من التكرار، التواصل الاجتماعي الجيد، تفهم وجهات نظر الآخرين، فهم الثقافات المتعددة، أثناء الإنصات والاستماع، التفكير الإيجابي، المرح واللهو الفكاهة، فهم نقاط القوة والضعف.
صفات الأشخاص المبدعين
- يبحثون عن الطرق والحلول البديلة.
- لا يكتفون بحل أو طريقة واحدة.
- لديهم أهداف واضحة يريدون الوصول إليها.
- تدور في أذهانهم أفكار وأسئلة محددة يبحثون عن حلها.
- يتجاهلون تعليقات الآخرين السلبية.
- لا يخشون الفشل.
- يبادرون للحلول الإيجابية
- محبون لعملهم.
- لا يحبون الروتين.
- لديهم تصميم وإرادة قوية.
مُعوقات التفكير الإبداعي
- الشعور بالنقص.
- التشاؤم وعدم الثقة بالنفس
- عدم التعلم والاستمرار في زيادة المحصول العلمي.
- الخوف من الفشل ومن تعليقات الآخرين السلبية.
- الرضا بالواقع والخوف من المستقبل.
- الخوف والخجل من الرؤساء في العمل.
- الاعتماد على الآخرين والتبعية لهم.
كيف نولّد ونبتكر افكار وحلول جديدة بطريقة إبداعية؟
حدد هدفاً واضحاً لإبداعك وتفكيرك واسعى لتحقيقه، فالأهداف تولد مرتين؛ مرة في الذهن ومرة في الواقع.
مثلاً تريد أن تزيد ثروتك المعرفية ابتكر عشر طرق لتزيد معرفتك.
التفكير بالمقلوب: إقلب ما تراه في حياتك حتى تأتي بفكرة جديدة مثال: نقول الطلاب يذهبون إلى المدرسة، عندما نعكسها تصبح المدرسة تأتي إلى الطلاب وهذا ما حدث من خلال الدراسة عبر الإنترنت.
الدمج: أي دمج عنصرين أو أكثر للحصول على إبداع جديد مثال: سيارة+ قارب= مركبة برمائية وتم تطبيق الفكرة.
الحذف: احذف جزءاً أو خطوة واحدة من جهاز أو نظام إداري فقد يكون لا فائدة له.
الإبداع بالأحلام: تخيل أنك أصبحت وزيراً للتربية والتعليم العالي لمدة يوم واحد فقط ماذا سوف تفعل؟
الإبداع بالاستبدال والتنقل: أي تحويل أو استبدال ونقل فكرة تبدو غير صحيحة أو معقولة إلى فكرة جديدة ومعقولة.
زاوية نظر أخرى: انظر إلى المشكلة أو الإبداع أو المسألة من وجهة نظر طرف ثانِ أو ثالث ولا تحصر رؤيتك بمجال نظرك فقط.
استخدامات أخرى: هل تستطيع أن توجد عشرين استخداماً للقلم غير الكتابة والرسم؟
ماذا لو: قل لنفسك ماذا لو حدث كذا وكذا؛ ماذا ستكون النتيجة؛ مثال: قررت مؤسستك الاستغناء عنك فماذا ستفعل؟
التفكير الإبداعي في العمل
يحدث التفكير الإبداعي عندما يقوم المدير بالتّفكير بطريقة مختلفة لحلّ المشكلات التي تواجهه في العمل، حيثُ يشجّع الموظّفين على إيجاد حلول للمشكلات دون الرّجوع إلى الطرق التّقليدية في ذلك؛ ممّا يُعطيهم شعوراً بالإنجاز والاستقلالية، كما يُمكّن لهذا التّفكير من العثور على مزيد من الأفكار والحلول عندما يتمّ عرض المشكلة على نطاق مجموعة.
في النهاية، يظل التفكير الإبداعي بمثابة مفتاح يفتح أبواب الإمكانيات اللامحدودة في عالم مليء بالتحديات والفرص. إنه ليس مجرد مهارة نادرة أو هبة خاصة بالمبدعين، بل هو قدرة كامنة في كل واحد منا، تنتظر أن تُستكشف وتُنمى. باتباع الاستراتيجيات الصحيحة والنظر إلى العالم من زوايا متعددة، يمكننا جميعًا تخطي حدود الصندوق الذي نعيش فيه، لنكتشف أفقًا جديدًا من الأفكار والحلول. فلنجعل من التفكير الإبداعي رفيق دربنا نحو تحقيق المستحيلات وصناعة مستقبل يزخر بالابتكار والتميز.
الكاتب: أ. سليم حامض مدرس اللغة العربية في مبادرة مسارات
3 أفكار عن “من التأمل إلى الابتكار: تطوير التفكير الإبداعي لحل المشكلات”
جزاكم الله خيرا
رائع جزاك الله كل خير أستاذي 😊🤍
معلومات رائعة